ماذا لو أتيحت في المساجد والمصليات فرصة ما بين المغرب والعشاء للمطالعة وقراءة الكتب مع التقليل من جرعة الدروس الوعظية التي تتأرجح في جودتها بين مستوى عال نادر ومستويات دنيا في كثير المناسبات…؟ فقد أضحت البرمجة للدروس اليومية ثقلا على منظميها وعلى مؤديها على السواء، خاصة إن علمنا أن الوعظ اليومي لم يكن قديما وإنما كانت هناك حِلَق العلم المتعددة أو الحلقة الواحدة مع عالم موسوعي مجتهد.

فأن يتلى في حلقة مجلس القرآن جماعيا ثم حلقة تفسير وتدبر مسند بمرجع وكتاب أصيل خير من ترك المسألة للعواطف والأهواء…

أو يترك المصلّي لنفسه ومصحفه في سكينة المسجد وجوّها الروحاني الخاشع أفضل من إرغامه على سماع درس قد لا يروق أو يرقى لمستواه وتطلعاته….

أو تنظم حلقات مطالعة جماعية متعددة بكتب متنوعة العلوم والفنون دون حصر وتترك حرية الاختيار لمن ينضم إليها وفق برنامج معلن في المسجد…

هكذا أتصور المسجد منارة وجامعة ومؤتمرا ورحلة علمية يؤدي دوره الحضاري ويبقى مركز جذب وملتقى للعقول والقلوب…

مجرد حلم!