عودتنا روضة المنار بإبداعها في كل مناسبة، وكان الموعد هذه المرة مع دعوة كريمة للأولياء لزيارة الروضة واكتشاف بيئة التعليم واللعب والمرح التي يحظى بها أبناؤنا وبناتنا، وما أجملها من لفتة وما أذكاها من مبادرة رغم بساطتها ظاهريا.

اصطحبتني سلوى وكلها شوق وشغف لأكتشف أين تجلس وكيف تدرس ومع من وماذا تملك من ألعاب وأدوات مدرسية ودرج خاص باسمها ترى فيه وما يحويه كل عالمها، ومنتهى متعتها، شعور خاص حرك في ذاكرتي أشجان اللحظات الأولى في المدرسة واختلافها الجذري بما أعيشه مع ابنتي.

دخلنا الروضة وهي تمسكني بيدي قاصدة مسرعة إلى قسمها، أخذت تقلب الكراسي باحثة عن اسمها، إلى أن دلتني عليه، هي لم تقرأ حروفه لتقرر أنه هو، بل رسم الحروف والكلمات في ذهنها هو ما يذكرها به، اختبرت قرارها بكراسي أخرى إلا أنها كانت متأكدة.

تأملت المكان لأمتع ناظري بلوحات رائعة من الأبوة اللطيفة والعلاقة الحميمية العفوية بين كل برعم ووليه يتضاحكون ويجلسون منصتين لشروحات أبنائهم، علاقة لم تكن حتى حلما في زمني، إذ لم نكن نرتاح لزيارة آبائنا للمدرسة الكئيبة حينها، كان الجو العام غير مشجع ليفتخر شخص بوالده مهما كان مقامه الاجتماعي أو المادي، هذا للأب فما بالك بالأم!

ديكور الروضة مرح متجاوب مع رغبة الأطفال وحبهم للألوان المتعددة، مع ألعاب في باحة الروضة، وطاولات في الفصول الدراسية بحجم صغير مناسب لقامة الأطفال، أمام كل كرسي برعم ورقة بيضاء لكتابة رسالة صادقة من الولي لولده تبقى له كذكرى طيبة، وفي الجدران علقت إبداعاتهم اليدوية موقعة بأسمائهم تشكل لهم فخرا آخر فوق فخرهم.

تحية لكل مربية تبذل جهدها في سبيل ابنتي، جهود لا تقدر بثمن، ولا تكفي في مقامها هذه الكلمات، شكرا لكم يا من زينتم أيامهم وجعلتم الروضة متعة لهم وأسرة ثانية تبادلهم حبا عميقا واحتراما معتبرا..