بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أولا أهنئ كل مسلم وصائم بعيد الفطر المبارك وأسأل الله عز وجل أن يعيده علينا مرارا بكل خير وسرور. الحمد لله على نعمائه الجليلة وآلائه العظيمة فلا حول ولاقوة إلا به، ولا منجى ولا مصير إلا إليه.

هذه المرة أكتب كتاباتي مهنئا مشيرا إلى محطة مهمة مررت بها ومر بها الكثير مثلي، ككل عام يقترب العيد سواء الفطر أو الأضحى المباركين، نجد الأسر تجتمع وتلتحم وتفرح معا، ولأجل هذا الاجتماع غالبا يكون السفر من مناطق شتى كل إلى مدينته وقريته الآمنة، وبهذه المناسبة تشتد الأنفس وتتحير وتكون بين أمرين هما شوق اللقاء وخوف الفراق أو أي طارئ في الطريق، كثرت حوادث المرور بالسيارة دائما وليس في فترة العيد فقط لكنها أمر وأحزن وأصعب لما تجتمع بالعيد.

شخصيا وقع لي حادث في الطريق بعدما كنت متوجها يومان قبل العيد لمدينتي التي تبعد 600 كلم عن نقطة الانطلاق، لاشك أن قدر الله وكتابه هما التفسيران اليقينيين مع تقصير من الإنسان طبعا، حدثت لي وكنت برفقة أقرباء آخرين تلك الحادثة والحمد لله كانت سلامات على الأجساد وخسارة في السيارة والآلات، ولما وصلنا مدينتنا والحمد لله ظننت لأول مرة أني المتحير الوحيد أو من القلة الذين ألمهم كثرة الحوادث وخطرها وقلة الوعي وضعفه من جانب السائقين، لكن كانت خطبة عيد الفطر كذلك حول حوداث المرور متحدة على كل مساجد المدينة، فبين الوعاظ – بارك الله فيهم – حجم الكوارث ومخاطرها بالأرقام والإحصائيات وتفاصيلها، فكم كانت دهشة الجميع لما علموا أن الجزائر الرابعة عالميا والأولى عربيا وإسلاميا في حجم حوداث المرور أو إرهاب الطرقات كما تسميها الصحافة أحيانا.

نعم فالعدد كبير ولا يتصوره العقل ببساطة، الكل فكر في الخطبة وتأثر بها وعزم على إصلاح نفسه ودعوة غيرته ونصيحته، لكن… في اليوم الثاني للعيد يأتي خبر آخر بفقدان شاب في الخامس عشر من عمره لحياته بسبب حادث دراج متهور اصطدم به فأرداه قتيلا فقيدا، كانت الجنازة مؤثرة جدا فإلى متى وكيف الحل؟؟

ثم جاء خبر آخر لوفاة امرأة بعد حادث مرور ليلة العيد بعدما كانت وأسرتها في الطريق لبلدتهما فتوفيت وأصيب الباقون، إنا لله وإنا إليه راجعون…

لماذا يكثر هذا الأمر في المناسبات السعيدة؟ ففي العيد الماضي كان هناك حادث لشاب بالدراجة مات حينها مخلفا جنينا في بطن أمه، أيضا كان حادثا لأسرة سعيدة بسيارتها الجديدة فقدوا على إثره ابنتهم الصغيرة، وشخصيا كنت وأسرتي قد أصبنا في حادث قبل سنوات بعد عيد الأضحى مباشرة، وهناك الكثير لو حاولت حصره فقط مما أعلم وما خفي كان أعظم.

مازال هناك طريق العودة إلى مدن العمل بعد العيد، فنسأل الله اللطف والعون والسلامة في الطرق وإرشاد الضالين وتوعية الغافلين، فلا راد لقضاء الله ولا معقب لحكمه.