قبل أيام وفي إحدى السهرات وقع اختياري على مشاهدة هذا الفيلم الاجتماعي “معجزة في الزنزانة 7” ولأني لست خبير نقد سينمائي ولا تلفزيوني، فقد كان انطباعي عنه إيجابيا بشكل عام، خاصة وقد علمت بعد مشاهدته أنه قد حاز على أكثر فيلم مشاهدة في تركيا عام 2019، مع كونه مقتبسا من الدراما الكورية الجنوبية، ومن فيلم بنفس العنوان.

تناول الفيلم قضية حساسة جدا تجعل كل صاحب قلب أبيض رقيق طيب يحمل منديله معه في الكثير من محطاته المؤثرة، وقد وجدت نفسي أمام لوحة اجتماعية متداخلة الألوان تروي فصولا متباينة، تثير في دواخلي زوابع تهز قيمي، وتختبر أفكاري وتصرفاتي وسلوكي، وهنا تكمن قوة الدراما، وتأثيرها، فهي ليست مجرد نزهة، أو فسحة للمشاهدة في سهرة نهاية الأسبوع.

الظلم وما أدراك ما الظلم، أسوأ ما قد يمارسه إنسان على أخيه الإنسان حينما يستقوي عليه ويتعسف في استخدام سلطة أو حظوة ورثها أو نالها بشيء من الحظ أو التمكن، خاصة عندما يكون المظلوم فقيرا مستضعفا، بل وملاكا يعاني من إعاقة ذهنية، وقد سبّب له ذلك الظلم الكثير من المعاناة له ولأسرته، رغم النهاية السعيدة نوعا ما.

أبدع الممثل آراس بولوت في دور الأب “ميمو” كثيرا بأداء باهر وملهم حقا، رفقة ابنته “أوفا” نيسا صوفيا أكسونغور، وجاءت تفاصيل الفيلم بحبكة مشوقة وأحداث مؤلمة تروي قصة من عمق الريف التركي، مع تسلسل أحداث رهيب يرفع نسبة الترقب والتعاطف والرغبة في فعل شيء أمام سطوة الحاكم العسكري للقرية وطغيانه.

بدأت قصة الفيلم في 2004 وبالضبط في لحظة إعلان إلغاء حكم الإعدام في تركيا، وهناك تظهر “أوفا” وهي شابة يافعة مستغرقة في ذكرياتها بينما تستمع إلى بيان إلغاء عقوبة الإعدام، ثم تتوالى أحداث الفيلم بين القرية والسجن والزنزانة وبيت الجدة التي آمنت ووثقت في ابنها.

لا أحرق أحداث القصة، لكن الفيلم فعلا رائع، غزير بالقيم، أنصح به بشدة لكل من يريد جرعة من الأحاسيس والمشاعر إذا رأى في نفسه قسوة وجفاء!

  • عنوان الفيلم بالتركية: 7 Kogustaki Mucize
  • عنوان الفيلم بالانجليزية:  Miracle in Cell No. 7
  • التقييم: iMBb: 8.5/10
  • سنة الإنتاج: 2019