يسيّر الإنسان حياته مسددا ومقاربا بإرادته في جزء منها وبما يفوق هواه وقدرته في جزء آخر لا يقل أهمية ووزنا، وهو في الجزء الذي يعتقد فيه حريته وتحكّمه، تفرض العادات منطقها وتتنافس معه في معركة نفسية شرسة.

تتراكم العادات بتكرارها وتصبح أمرا مألوفا لا يستلزم إرادة وتفكيرا كل مرة، وكلما كان السلوك مستجيبا لرغبات النفس ومؤديا لنتائج مرضية لها بدون بذل للجهد كانت أسرع للتقبل والانضمام لقائمة العادات، بينما تستلزم العادات الإيجابية المنتجة جهدا وحمية خاصة.

فإذا أراد الإنسان تفوقا وتحقيقا لما عجز عنه الكثير غيره، وإذا قرر رفع سقف طموحاته، ووسع من آفاقه وتقديم بصمة وقيمة مضافة، فأول خطوة ينبغي انتهاجها هي التخلي عن العادات السلبية وتغييرها بعادات إيجابية تحسن أداءه وتفرز واقعا أفضل ونتائج أحسن وهو ما يتطلب عزما أكبر.

صيانة العادات عملية متواصلة ضرورية، فمن طبع الإنسان الملل والركون للراحة وقابلية قوية لتمني الأفضل بأسباب ضعيفة رديئة من باب المعجزات واحتمالات الاستثناء التي قد تصيبه دون غيره، ولكن هيهات فلا يحدث إلا ما كان متناغما مع سنن الكون وقوانينه.