تمنحنا الحياة فرصة التعلم، وتتيح لنا من خلال مواقفنا فيها دروسا وعبرا قد نستفيد منها بإشارة خفيفة، وقد لا نفهمها إلا بأغلى التكاليف.

تجارب الحياة لا تتكرر بتفاصيلها وظاهرها وإنما هي تتكرر بسننها وعوامل انطلاقها وتأثيرها وأسباب تجاوز السيء منها والاستفادة من المفيد فيها، وهذا ما يوفر احتمال التدارك والتجاوز لما يمكن أن يحصل لنا إن أحسنا قراءة عمق الظواهر لا مجرد أعراضها.

هي مهمة صعبة تحتاج لجهد جاد بسعة الاطلاع والمطالعة باستمرار، وبالتحليل وحكمة الربط من الأسباب والنتائج، والتمييز بين الثوابت والمتغيرات، والفصل بين الآليات والمبادئ.

حياتنا من نسج أفكارنا، ومواقفنا تمتحن أخلاقنا، بهما معا نتجاوز اختباراتها بسلام ونصدر نماذج مشرفة لمن يقتدي ويهتدي.

رمضان كريم، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير