مرت سبع سنين منذ البداية، مرت هكذا سريعة وحملت معها ما حملت، فقد كانت مجرد فكرة لموقع إلكتروني كقطرة في بحر، وكانت المهمة بسيطة لا تعدو أن تكون مجرد أداء لدور يسير وحضور ضمن الحضور، بالكلمة الطيبة، والفكرة الأصيلة، فاخترنا للفكرة اسما، وحددنا لها أهدافا، فانطلقنا متوكلين على الله مخلصين له ما استطعنا.

موقع مزاب ميديا في ذكراه السابعة، هي وفقة استوجبت أن نلتفت للوراء قليلا لنعتبر، ونتعمق فيما قدمنا وحصّلنا، ونتأمل فيما أخفقنا وفشلنا، لننطلق مجددا بنفَس أقوى مبتغين بعد ذلك المواصلة والاستمرار، ساعين في كل ذلك للإسهام في دور إعلامي هادف منير، بخطى ثابتة ولو تثاقلت، وبروح صامدة ولو تراخت، معتقدين أن الأثر معتبر بنوعيته لا بكميته ووهجه.

كأي محاولة، فإن موقع مزاب ميديا قد مرّ بمراحل عدة، وخبر تجارب كثيرة، وفي كل مرة نعدّل من آليات تحقيق رسالته محتفظين بنفس المبادئ، فكانت المقاربات كثيرة، واختبار الافتراضات ضرورة ومنهج لإيجاد الوصفة المناسبة، فالإنسان هو بؤرة اهتمامنا، وإبراز القدوات والنماذج محور تركيزنا، من شخصيات مبدعة بتنوع مشاربها وتخصصاتها وأعمارها، ومؤسسات ومشاريع تحمل فكر البناء والإعمار، وترفع الهمم بتفان وبعد نظر… ولا زالت الطريق طويلة.

ومع اتخاذ مزاب ميديا مكانتها بين المواقع المرجعية مؤخرا للاطلاع على فكر ونمط عيش المجتمع من المهتمين من أبنائه وضيوفه، مجتمع له تاريخه الناصع، وعليه مهمة صناعة أمجاد الحاضر، فإننا كجيل نتحمل مسؤوليتنا ونعمل جميعا كإدارة للموقع وقرّاء ومتابعين ومحررين وكتّاب على توفير أكثر المواد الإعلامية فعالية وتأثيرا ودفعا نحو الأفضل، فالموقع دائما ما كان مفتوحا للنشر والمشاركة، فمرحبا بالمبادرات والمواهب الواعدة في فن المقالة وكل الألوان الأدبية بجمالية أسلوبها ومحتواها.

وعن العلاقة بين الموقع والمجتمع فهو من بين أصواته وصوره، ومن بين الأوعية التي تحمل آماله وآلامه، فيه تعرض نقاط قوته ليقتدي بها من يبحث عن أجمل النماذج، وفيه تعالج نقاط ضعفه وفق سياق علمي أخلاقي إنساني غير مبتذل ولا متكلّف.

ومن هنا لا بد أن نشير للمد الإلكتروني الواضح والانفتاح المطلق اللامحدود لشبكات التواصل الاجتماعي وما تفرضه من إعادة النظر والبحث عميقا في الظاهرة، حتى اختلطت فيها الكثير من المفاهيم، وطفت للسطح بعض العادات التي التزمت الحياد والصمت لعقود كثيرة، فهنا تتضاعف المسؤولية، ونجد أنفسنا كمجتمع وأسر ومدارس ووسائل إعلامية ومنابر ملزمين بالعمل بذكاء لاحتواء هذه الفورة المعلوماتية لكل إنسان دخل المعركة دون سلاح ولا خلفية فكرية وأخلاقية مناسبة كافية لتجيب عن كل أسئلته المحيرة كل يوم بل كل ساعة ودقيقة.

فالشكر لكل من أسهم معنا ولا يزال بالكلمة الطيبة والرأي السديد والنصيحة الصادقة، فحاجتنا للإنسان ملحّة لنخدم الإنسان، فكونوا لنا سندا وعونا…

جابر بن صالح حدبون

بمناسبة الذكرى 7 لتأسيس موقع مزاب ميديا الإعلامي