لا شك أن آليات كالإنترنت والتدوين قد فتحا الباب على مصراعيه للإنسان كي يعبّر عن رأيه ووجهات نظره بعيدا عن قيود المجتمع والهويّة، وصار التعامل مع التقنية أبسط مما كانت عليه في بداياتها، فيكفي أن يرقن الكاتب بضع كلمات، ويرصّ بعض الأفكار حتى يجد لها قراء ومتفاعلين من أنحاء العالم.

وعن هذه الظاهرة التي أخذت أبعادا كبيرة مؤخرا وصار تأثيرها لا ينكر فإننا أماما قضيتين جوهريتين تتمثلان في سلوك ذلك الإنسان نفسه، فبعد الكبت والضغط وقلة قنوات التعبير عن الرأي إلى وفرة وانفتاح لأقصى الحدود، وبين هذا وذاك سقط من سقط في وحل الوقاحة وتجاوز حدود الأخلاق الإنسانية تحت مسمى حرية الرأي، هربا من أغلال التضييق وكاميرات الرقابة الافتراضية، ولكن هناك من نجا وأحسن التعامل والتأقلم مع الوضع الجديد رغم كونهم قلّة.

الرسالة الواضحة من هذه التدوينة هي ضرورة التكوين والمرافقة في أخلاقيات التدوين كما هو الحال بالنسبة للجانب التقني، فالكثير ممن يجب عليه الدخول في دورات تكوينية حقيقية أو افتراضية لتحسين أدائه الأخلاقي فيما يكتب عنه ويتناوله في تدويناته فضلا عن جودة المحتوى معرفيا، وهذا تحقيقا لفائدة الكاتب والقارئ على السواء، لأننا في الأخير تكتب لنوصل أفكارا نراها صالحة صائبة ولا يكون هذا إلا بمخاطبة الفطرة الإنسانية التي تتسم بسمو الخلق ورقي الأدب.

المقالة منشورة في مدونة أمل وفكرة