المواقع التي تقدم المألوف وتلوك نفس المعلومات كل مرة في الإنترنت كثيرة، إلا أن أعيننا تقع أحيانا على بوادر مضيئة، وتجارب تستحق الاطلاع، لعل موقع “العلم نور” من بين تلك المحطات التي لا نمر علينا دون أن نحظى بفائدة غزيرة نزيد بها رصيدنا المعرفي، وننوه بها هنا وهناك.

لا أكتفي بوصف التجربة فحسب، إنما أحاول استنباط بعض العبر منها، وكذا نقدها بما يفيد صاحبها وكل متابع لها، وتقييما وتثمينا لما يجب الإشادة به، وهكذا يكون ما أكتب مفيدا إن شاء الله، لي أولا ولصاحب الموقع ولكل قارئ.

(العلم نور… إضاءات في فضاء المعرفة)، هو عنوان الموقع، إذ يعبر عن جزء كبير من هويته، ويشير إلى تخصصه تقريبا، فهو عبارة عن أخبار معرفية علمية يتناولها بلغة وأسلوب بسيطين يسهل هضمهما وفهمهما، فأعتقد أن الصياغة مناسبة ترن بشكل هادئ وسلس في أذن سامعها.

عمل الفريق… نقطة مهمة أيضا في نجاح أمثال هذه المشاريع، فأشيد بكون هذه التجربة خلفها فريق عمل يسهر على توفير مادة علمية مناسبة للمقام، ومحتوى أي موقع يمثل عصبه الأساسي ونخاعه الشوكي، فعلا فريق العمل يقرب المسافات ويهون مصاعب الطريق، والنتائج تظهر بشكل مضاعف حينما يتوفر الانسجام والتوافق، وهذا ما أوصي به وأنصح.

أما عن محتواه فهو يجمع بين المعلومة والمتعة، ويسهم في إشباع نهم المتأمل في الكون الفسيح والباحث عن أسراره وما خلق الله سبحانه وتعالى فيه، وتظهر لمسة الموقع المتفردة في احترامه لذوق القارئ وعقله بانتهاج الدقة والمصداقية دون نسخ وتكرار مثلما نكبت به الكثير من التجارب الأخرى من مدونات أو منتديات، فحمل همّ تكوين محتوى عربي دسم يكون لبنة مفيدة في بحر الإنترنت الشاسع الواسع.

ماذا تعرف عن سمكة المولا؟، لماذا تحدث الإنهيارات الثلجية المدمّرة؟، ماذا تعرف عن البطريق الإمبراطوري؟ ما هي فوائد الدهون الغذائية ؟… هذه عينة من المحتوى الموجود في الموقع الذي تلمس فيه تناوله لمعلومات عامة وأخرى نعتبرها بديهية أحيانا لكننا نجهلها في الحقيقة!

وعن الآفاق فالعمل جاد ومتواصل ليكون مرجعا لطالب العلم، وكل باحث علم مهتم بجديد المعرفة وآخر الاكتشافات فيها، وكذا ليغدو نموذجا محفزا لكل من يطمح إلى تأسيس مشروعه الخاص في الأنترنت، مساهما بذلك في إثراء محتوى عربي علمي مفيد.

تصميم الموقع لازال في بداياته ويحتاج لجهد أكبر كي يواكب طموحاته وآفاقه، فنصيحتي لأصحابه بإيلاء الاهتمام له أكثر، فالمظهر مهم جدا للتعبير عما يكتنزه الموقع مع معلومات غزيرة، وقالب الموقع وجهه وواجهته التي تعطي الانطباع والتصور عنه، كما لاستعمال الصورة بشكل أكبر في المواضيع المنشورة وقع خاص لاستيعاب الفكرة -المراد إيصالها- من القارئ أكثر.

نفس الشيء ينطبق على الشعار (اللوغو) فبودي لو كان أقوى وأفضل لينطبع في ذهن الناظر إليه ويشكل لديه صورة ذهنية أعمق عن الموقع، أو يدفعه لاكتشاف خباياه إن كان فيه من الغموض ما يدعو للفضول، ولا شك أن هذه النقطة لا تخفى على فريق الموقع.

الموقع يخطو خطواته بثبات، ندعو الله التوفيق لمن خلفه من جنود الخفاء، ونترقب منه أداء لافتا في قابل الأيام إن شاء الله، وهكذا تبدأ المشاريع لتغدو أكبر وأفضل بالتطوير والاستفادة من التغذية الرجعية (feedback) لزواره، وكذا من خلال الاحتكاك بالتجارب الأخرى الموجودة هنا وهناك.

[al3elm-noor.com]

[صفحة الموقع على فيسبوك]

على الجانب: التدوينة كتبتها في إطار خدمة (كتابة المراجعات) عن طريق موقع خمسات 🙂