من صور الغباء الاجتماعي أن يجتمع إنسان -يرى نفسه مثقفا متنورا- بطلبة جامعيين في وسط مسارهم الدراسي أو آخره ليقنعهم بعدم جدوى الدراسة في الجامعة… فيتركهم حيارى…

أو يلتقي بمجموعة من المغتربين داخل الوطن أو خارجه ويخطب فيهم -حين يحين دوره- بخطإ قرارهم ناصحا إياهم بضرورة التخلي عن اختيارهم… فيسري فيهم الشك والارتياب…

وهذا ما يحدث كذلك في التخصص والزواج والعمل…

كمن يزور شخصا في ورشة بناء منزله ليدلي برأيه بهدم الجدران والتعديل في المخطط جذريا… بعد أن شارف صاحبه على التمام…

ليس عليك أن تتحدث في كل مناسبة ولو طلب منك ذلك، وليس على الناس أن يصبروا على هرائك الذي قد تراه دررا ولآلئ يلفظها لسانك المبارك بأفكار إبداعية لم يسبقك إليها إنس ولا جان.

خبرات الحياة وتجاربها تحتكم للكثير من المتغيرات والمؤثرات، فما صلح معك قد يخفق مع غيرك، والعكس صحيح أيضا…

لا يوجد خطأ أو صواب في مسارات الحياة، إنما لكل إنسان سياقه وظروفه وأسبابه، حالات لا تحتمل حلا وحيدا وإنما هي كوصفات الطبيب تمنح بعد التشخيص والتحليل…

في مثل هذه المواقف قل خيرا أو احفظ ماء وجهك بالتزام الصمت… فللناس عقول وألسن وقلوب!