تبدو بوادر النجاح أو الفشل في الاستثمار عادة من خلال دراسة الجدوى واختبار السوق باكتشاف فجواته وثغراته والبحث عن فرص وحلول لتغطيتها واقتراح البدائل المثمرة المدرة للأرباح.

من هنا تتمايز الأسواق وتأخذ مكانتها في ميزان التفاضل فيشار لبعضها بالخصوبة، بينما توصف بيئات الأخرى بالجفاف وانعدام أو قلة احتمال النجاح فيها، إما لتشبّعها، أو لقوة المنافسة فيها، أو لقلة الموارد وضعف القدرة الشرائية لفئتها المستهدفة.

هي معايير تقنية، تتعلق بالأرقام والنتائج المادية، إلا أنها لا تشكل كل الحقيقة ولا تعبّر عن واقع الحال إلا إذا اعتمدنا مؤشرات أخرى ترشح بيئة الاستثمار لتتصدر قائمة اختيارنا أو تتذيلها، كتوفر الأمن، ومستوى ظروف الحياة الاجتماعية، ومدى تماسك المنظومة القانونية، وجدية القائمين عليها.

لا يكفي أن نسعى للبحث عن طريقة نكدّس بها أموالا، وننتشي فيها بنتائج مادية عالية، بينما سنعاني من الجهة المقابلة بعوامل قاسية مقاومة تستنزف المال والجهد، وتهدد الصحة والقدرات الذهنية تهديدا معتبرا مباشرا.

لكل منا مجال تحمّله وتأقلمه فردا وأسرة، نحن نتأرجح بين خيارات قد تتعدد أمامنا، وقد تفرض علينا الظروف أحيانا التضحية بجزء من سيادتنا في القرار، وما الحياة سوى اجتهادات وتنازلات وتضحيات ومفاوضات، فلنحسن التخطيط لنحسن التنفيذ.