ينتظر الكثير من المواطنين في شتى بقاع العالم كغيرهم من أبناء الدول، لحظة إعلان فتح الحدود الجزائرية ليعودوا إلى بلدانهم بعد أشهر من الغربة القهرية، والبعد اضطرارا عن أهلهم وأحبابهم، وكلما رأوا بصيص أمل جاء الحقيقة مخيبة ليظهر أنها مجرد سراب لا أساس له ولا أثر.

أعلنت العديد من شركات الطيران بشكل رسمي، وعن طريق الكثير من الإشاعات عن مواعيد انطلاق طائراتها مجددا، فهذه رسائل تجول في واتساب، وهذا منشورات في فيسبوك، فضلا عن الإيمايلات التي تأتي من تلك الشركات بشكل رسمي، فالأزمة في الأخير ليست على مستواها فقط، لكن للقرارات الحكومية بفتح الحدود والمطارات كذلك الدور الأكبر.

المغتربون أصناف، بينهم المسافرون لغرض السياحة أو الأعمال، ومنهم المقيمون هناك، كما توجد فئة معتبرة من الذين تنقلوا لغرض العلاج والاستشفاء لافتقادهم تلك الخدمات في الجزائر، ولولا ذلك لما فكروا في مغادرة البلد وركوب المعاناة، منهم من مات تحت قسوة الظروف منتظرا فرجا يلوح تارة ويختفي طويلا، أمام عجز القنصليات عن معالجة الأزمة وارتباطها بشكل مباشر بالسلطات المركزية في الجزائر حسبهم.

تستمر الأزمة والمواطنون يعانون وهم في كل مرة يتطلعون لما تفصح عنه اجتماعات مجلس الوزراء، وما تخلص إليه توصيات خلية الأزمة الوطنية التي تشكلت لتسيير مستجدات الوباء، رغم مساعي الخيرين، ومبادرات وسائل الإعلام، لكن لا جديد في الأفق، ولا أمل يشفي الصدور ويبشر بإجلاء قريب.

مؤسف جدا ومؤلم ومستفز قرار ترك الحدود مغلقة إلى إشعار آخر، لا ندري هل هذا بسبب خلل في تسيير الأزمة ممن يفترض منهم أن يحسنوا تسييرها.. فيما نشهد انفتاحا وتأقلما مع الوباء في بلدان تشهد معدلات إصابة أكبر منا بكثير، أو بسبب قلة الوعي والعبث من فئة معتبرة من المواطنين في التعامل مع الوباء وهم من يفترض أن يتحلوا بشيء من التعقل والحكمة، حفاظا على مصالحهم ومصالح غيرهم، وعلى صحتهم وصحة أهلهم النفسية والبدنية.

هل السبب نقص في الحزم؟ أم خلل في قراءة المعطيات؟ أم أن الأمر متعلق بانفلات اجتماعي صار منطقه “أنا وبعدي الطوفان!”

لو نفتح باب التكهنات والتفسيرات والاستنتاجات.. لن نخلص إلى أية نتيجة غير حقيقة أن أحبابا لنا أرهقهم الانتظار ولازالوا وسوف يظلون عالقين خارج الحدود إلى إشعار آخر

الله معكم.. فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا