عند حديثنا عن التدوين والكتابة، وشرحنا لطرق ومهارات تجعل الموقع أكثر انتشارا والمقالة أعلى مقروئية وتفاعلا، لم نغفل جانبا مهما من كل هذا وهو الأصعب، ليس صعبا أن نبدأ ولكن أن نستمر هو الأصعب فالأمر يحتاج لجهود والتزام وتعهّد، ماهي هذه المصاعب وكيف نتغلب عليها؟

  • الكتابة أمر ثقيل، وقليل من يكتب:

نسمع هذا الكلام ونشاهده بأم أعيننا، فهناك من يقول: “نحن مجتمع الكلام”، ويمكن إطلاق وصف المجتمع هنا على العرب ككل، كما أطلق عليه آخر صفة “مرض اللاكتابة” والكلام وحده لا ينفع ولا يزيد في شيء، فلا نضخم الأمر ونحصر الكتابة في المثقفين والمتمكنين، ولكن نحاول كل حسب تخصصه ومستواه، فالعلم بالتعلّم والكتابة تأتي بالممارسة وشيء من مجاهدة النفس.

  • أكتب لكن عن ماذا؟ ومن سيقرأ؟

الكل منا له تجارب في حياته مهما قل شأنها، وله أعين يشاهد بها، وعقل يفكر به، فكتابة المواقف واستنباط العبر منها، أو تحرير تقرير عن حفل ما أو مناسبة علمية كفيلة بتوصيل فكرة معينة أو نشر علم نافع وفي ذلك أجر ومنافع ومجال للتعلم والتكوين والاستفادة.
أما عن من سيقرأ فكما أن هناك من لا يقرأ فهناك أيضا فئة من الذين يقرؤون ويبحثون عن جديد تخصصاتهم، فاكتب وانتظر نقد مقالتك وحاول أن تطور نفسك بما يكتبه غيرك، فهذا الاحتكاك يولد خبرة لا بأس بها في مجالك الذي تهتم به.

  • كيف أبدأ؟

ربما لا أقول لك ابدأ من الآن بتحرير مقالات ذات جودة عالية وانتظر الشكر والمدح، لكن حاول أن تبدأ الكتابة من التعاليق والتعقيبات على مقالات كتبت، وما أكثر هذه الخدمة حاليا في الأنترنت، اقرأ التدوينة بتمعن ورد عليها بأسلوب مقبول لبق، سوء كان شكرا أم استفسارا أو مخالفة للرأي، فمن هناك يكون المنطلق ليسيل قلمك وتعرف طريق تحرير مقالات خاصة بك.

  • المواجهات والردود التي لا توافقني سبب إعراضي عن الكتابة.

إذا كان الكاتب يكتب مقالات فيأتي القارئ ليقول له شكرا أو أحسنت أو بورك فيك، ويبقى الحال دائما هكذا، فعليه أن يراجع نفسه وكتاباته، لابد من معارضة ورأي آخر ومن هنا تطور العلم، نتقبل المناقشة ونرد على من يستحق الرد، ونترك الباقي، فإن أخذنا مخالفة الرأي من باب تحري الأفضل دائما كان ذلك في صالحنا، أما إن أخذناها من باب انتقاص قدرنا فلن نستفيد ولن نفيد.
وأيضا نذكر على سبيل المثال قول كاتب لام نفسه بعدما اكتشف أنه فرض على نفسه جملة من الأعداء الإلكترونيين من خلال كتاباته فقط، ولكن كان كلما التقى بأحدهم في مناسبة ما لقي منه الترحيب والثناء لأنه كان سببا في تغيير فكرة معينة، أو تصويب كان يعتقد عكسه.
فلا ننزعج ممن يخالفنا الرأي أول مرة ولربما سيهتدي للصواب يوما ويذكرنا بالدعاء، ولأن يهدي الله على يدك رجلا…

  • الكتابة ومشكل الوقت والتسويف:

هذا عامل مهم جدا وكثيرا ما صادفته شخصيا، فتمر مناسبة مهمة ونسأل عن تقريرها ليقال: “كتبت ملاحظات ورؤوس أقلام، وسأعود إليها لاحقا لضبطها جيدا ونشرها أو إرسلالها” ولا ندري متى هذا “لاحقا” ربما عام أو إلى يومنا هذا… الله أعلم.
لذلك الحل الأمثل هو ضبط البرنامج أسبوعيا أو شهريا وتحديد مهام معينة لغلق ملفها نهائيا حتى لا تكون نقطة سوداء دائما ما تلاحق الشخص، خاصة إن قدم وعدا.
ألزم لنفسك وقتا معينا تنهي فيه هذا التقرير وترتب تلك الصور وما أكثر الوسائل التي تساعد في ذلك حاليا ولله الحمد.

أخيرا، نعاهد أنفسنا على الكتابة ولو أن نبدأ بالتعقيب على المقالات في أي موقع كان، شرط أن نتحرى الدقة والصواب وندعو الله السداد في الرأي، لأن كل كاتب حرف سيسأل عنه يوم القيامة، وكي لا يؤخذ ما سبق على أن نكتب وكفى، المهم أن نملأ صفحات الأنترنت، بل الجودة أولى، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت”.

التدوينة منشورة أيضا في موقع ميديا فيكوس أيضا