أتابع باهتمام ومتعة مؤخرا صفحات بعض من أصدقائي وأخرى لشباب دون معرفة شخصية به، صفحات إلكترونية تحوي أفكارا غزيرة مثقلة بالفائدة والإلهام من تحدياتهم ومغامراتهم وتأملاتهم وتقاريرهم حول أسفارهم الحالية أو السابقة.

اختلفت الأهداف وتنوعت الوجهات بينما الإبداع في الوصف ونقل الأجواء الجميلة مشترك بينها، فما أجمل أن تسافر بذهنك وتوسع مداركك وآفاقك وتخرج أحيانا عن الرتابة بتلك الدرر التي يشاركوننا بها من دول ومدن لم نسمع بالكثير منها أو معلوماتنا عنها فقيرة غير دقيقة.

السياحة التطوعية، الاكتشاف، المنح الدراسية، المهمات البحثية، الجامعات الصيفية، مخيمات اللغة، حتى كأس العالم مؤخرا، كلها محطات جميلة يتحفنا بها من حاز فرصة عيشها مختبرا قدراته ومهاراته فيها، وأكبر مقصد وأهم مكسب هو التغيير الذي يشهده المسافر في ذهنيته وتفكيره بعد العودة.

تحية لكل أب استثمر في ولده، لكل شاب ادخر جزءا من مداخيله طيلة العام لينفقها في مثل هذه الرحلات، لكل شخص وضع ثقته فيمن جاءه يطلبه ليدعمه ويكون له نعم السند،. لكل شاب مبادر لم يجعل المال عائقا في سبيله بل اجتهد واتخذ الأسباب وحاز فرصة السفر من حيث يدري أو لا يدري،

تحية أخرى لكل قارئ لبيب لتلك المنشورات، لم يهتم بالقشور، لم يشكك في نوايا المسافر، لم يسفّه طموحاته، لم يفصح عن عقده النفسية بغيرة غير مبررة أو وصاية غير مطلوبة، تحية لكل من تجاوز الأخطاء وإن وجدت.