قبل أيام قمت بنشر صورة في “ستوري” الخاص بي وهي شهادة تشرفت بتسلمها بعد المشاركة ضمن لجنة تحكيم تظاهرة Startup we can كمناسبة تكوينية تواصلية تشاركية أكثر منها تنافسية.

من بين الردود والتعليقات التي وصلتني وأثارت انتباهي رسالة من شاب يتهكم فيها من أمثال هذه الفعاليات ويتساءل مستنكرا عن جدواها وهل تم إطلاق صاروخ منها أم لا؟ هل وجدتم لنا (بصيغة المخاطب) حلا لتمويل مشاريع الشباب أم فقط هي مناسبات للكلام وال (Bla Bla)..

لم أرد أن أكتب إجابة حينها اعتبارا لجهود الشباب القائمين على تخطيط وبرمجة وتأطير تلك المناسبة المهمة جدا لفكرة ريادة الأعمال مضحين بأيام ثمينة من عطلتهم الدراسية، فضلا عن المساعي المعتبرة لإقناع الممولين والرعاة والشركاء للانضمام إليهم..

أعتقد دائما ولا زلت كذلك أن مشكلة المشاريع ليست في المال ابتداء، بينهما هي في الفكرة بحد ذاتها ومدى صلابتها وأصالتها وجديتها، بحسن إدارة العلاقات والإحسان فيها كمورد هام جدا، مع التحكم في إدارة المشروع تقنيا وزمنيا وبشريا وماليا.. وهذا ما يأتي بالانضمام والمشاركة والاحتكاك والتدرج والمحاولة والخطأ..

فكرة ريادة الأعمال (بنموذجها الحالي) قد انتعشت مطلع القرن في بلدان العالم المتفوقة، وقد شهدت نفس ردات الفعل.. عانت من التثبيط ممن لم يدركوا المرحلة جيدا.. وكانت محط سخرية حتى ممن لازال متمسكا بما وجد عليه قومه.. إلا أن القائمين عليها آمنوا أنهم في مرحلة البذر.. في مرحلة بناء السفينة.. وهم الآن يتنعمون بالنتائج ويحصدون فاكهة ما زرعوا وغرسوا..

مهما كان رأيك في أي قضية كانت.. إما أنك فهمت وأنت تشارك إيجابيا في بنائها.. وإما أنك لم تفهم وأنت تحطم وتلدغ بلسانك.. وإما أنك فهمت والتزمت الصمت.. وإما أنك لم تفهم والتزمت الوقف وانتظرت حتى تتضح لك الصورة..

دعواتي لكل المشاركين بالتفوق والنجاح في حياتهم ومشاريعهم.. شكرا لكم على إحسانكم⁩