حياتنا خط زمني متحرك، لا ينتظرنا ولا يلتفت لترددنا ولا لانتظارنا، كنهر جار يتدفق وحيدا أو حاملا معه ما يحمله، هكذا نجد أنه لا اعتبار لطول العمر أو قصره، وإنما لثرائه بالإنجاز نوعا وجودة، فنحن نسأل الله البركة في العمر، وإن طال فذلك خير كثير..

المشاريع والمبادرات الاجتماعية المؤثرة بدأت يوما ما مجرد أفكار بسيطة في ذهن روادها لكنها هموم أرّقتهم، وربما لاقوا بها من المعارضة والعنت الكثير، واتهموا بكل ما حواه قاموس المعارضين من قذف ورمي بالباطل، سواء جاءت تلك المعارضة من المتحررين الذين فقدوا وجهتهم وسعوا ليستوي معهم الجميع في القاع المظلم، أو كذلك من المتحفظين الذين يدعون الكمال ويحرسون أبواب المعبد بإحكام، وغالبا ما يجدون أنفسهم يفعلون ذلك وراثة ممن سبقهم دون فهم لما يدافعون عنه..

التأثير الاجتماعي هي مبادرات ظاهرها البساطة وباطنها التعقيد، هي رحلة من التضحيات الممتعة، والمتاعب اللذيذة في نظر أصحابها، مادامت النوايا طيبة، والمقاصد سامية، فالله سبحانه وتعالى هو من يجازيهم بها بما يفوق أمنياتهم وطموحاتهم، ربما في الحياة، والأجمل والأفضل ما ينتظرهم هناك في الجنان.

هم أشخاص اختاروا لحياتهم ذلك السبيل، وارتاحوا له منهجا وميدان جهاد.. يتعبون فهم في حاجة لمن يخفف عنهم.. يجهلون فهم في حاجة لمن يعلمهم.. يضعفون فهم في حاجة لمن يشد أزرهم.. يخطئون فهم في حاجة لمن يصوب زلاتهم.. يحزنون فهم في حاجة لمن يسعدهم.. هم بشر بيننا، قد لا نشعر بقدرهم إلا عندما يرحلون، ولا نكتشف جواهرهم إلا عندما يختفون..

شكرا لكل مبادر مخلص سعى ليغير في المجتمع ما يراه أولى بالتغيير، من منطلق تخصصه، وزاوية فهمه، أفرادا كانوا أو مؤسسات، ولا يخلد التاريخ سوى تأثيرهم ونتائج مبادراتهم، بينما يختفي ما دون ذلك في ذاكرة النسيان.. شكرا لكم بما لا تسعه كلماتي.. ولا تقوى عليه عباراتي.. شكرا.. شكرا.. شكرا..