أعود مرة أخرى لمواصلة درب التدوين الأسبوعي وقبل الخوض في الموضوع والمرور على بعض الأمثلة الأخرى الناجحة، أود أن أشكر المتفاعلين مع المقالة السابقة، وخاصة أولي الفضل الذين ذكرتهم بقدر قليل بالمقارنة مع إنجازهم. فتعقيباتهم تزيد تشجيعا على المضي قدما والتحسين والتطوير.

في هذه الحلقة أيضا كان لاختياري الأمثلة التي سأتحدث عنها تردد كبير فقد جمعت كما كبيرا، لكن رشحت إلى إن تركت ثلاثة رأيت فيهم معايير وميزات جعلتني أقرر الكتابة عنهم في هذه التدوينة.

  • 1- مدونة رشيد: هو مدون فلسطيني شاب له طموحات ومشاريع في أرض الواقع، اهتم بالوورد بريس والتصميم، كما له عدة مقالات من خلال حسه وملاحظاته في واقعه الذي يعيشه، وعلى غرار مدونته أنشأ مدونة شخصية وعنونها بـ: أكتب بها بعيدا عن الرسميات، إشارة منه لتحرر قلمه وابتعاده عن المقاييس والحدود التي يستعملها في مدونته – الجادة – الأولى وفي كل خير ولكل نوع من التدوين مكانه وزمانه وظروفه الخاصة التي يؤدي بها رسالته ويحقق أهدافه.
  • 2- مدونة وليدوف: أردني الجنسية ومقيم بالإمارات العربية المتحدة، يشغل الأخ وليد وظائف في التصميم وتطوير مواقع الواب والبرمجة، حاصل على عدة شهادات عالمية محترمة ومعتمدة، تميز في تدوينه بالحديث كثيرا عن التجارة الإلكترونية والتسويق الشبكي وغيرها من المستجدات التي طرأت في عالم الأنترنت، وكذا تميزه بهوايات ومهارات فريدة، كما لاسمه وليد والذي أضاف إليه حروفا ليكون: وليدوف، قصة أدعوكم للاطلاع عليها من خلال صفحة سيرته الذاتية في مدونته.
  • 3- مدونة المعاصر: ماميز مدونة هذا الشاب جمالها وبساطتها وألوانها المريحة المعالجة باحترافية، ولكن لا عجب كون صاحبها صاحب تصميم بعض المدونات المتألقة كشبايك وأسامة وغيرهما…

هو فؤاد محمد بدوي مصري الجنسية صاحب العشرين عاما، يزاول دراسته الجامعية ويعمل كمصمم مواقع حر وهنا أفتح قوسا وأنوه لما فعله هذا الشاب وغيره من الطلبة الذين يجدون حلولا لحياتهم ويفتتحون مشاريعهم الشخصية دون الانتظار دائما لمنح ومساعدات خارجية، فأعجبني فيه هذا التصرف، وأكبرته لفكرة التدوين والتصميم مع مزاولة الدراسة الجامعية.
عاش حياة الخليج في السعودية وحياة بلده الأصلي مصر واهتم بالبرمجة بمختلف لغاتها، وتصميم المواقع كما له عدة اهتمامات كما يكره بعض الأمور التي ذكرها في سيرته الذاتية.

  • 4- عالم التقنية: هذه نموذج آخر من نماذج المدونات مغاير تماما لما ذكرنا سابقا، فالفكرة أن اجتمع عدة مدونون ليكتبوا في وعاء واحد مع امتلاك بعضهم لمدوناتهم الشخصية، فعالم التقنية موقع رائد من فترة زمنية قياسية (مارس 2008) في توفير جديد التطورات الحاصلة في الانترنت والتقنيات المصاحبة، وكذا الأجهزة وأخبار الشركات والمؤسسات وما إلى ذلك، فالمدونة تتميز بتجدد إدراجاتها كثيرا في اليوم الواحد، ووتيرة متابعتها تحتاج لمزيد من الجهد بالمقارنة مع غيرها، لكن الجميل في الأمر أن منظموها وفروا تدوينة أسبوعية بملخص لكل إدراجات الأسبوع وروابط لها، وكذلك تم تقسيم المواضيع إلى تخصصات وفروع يسهل البحث فيها عن المعلومة.

كما أن باب الانضمام إلى كتّاب المدونة مفتوح وفق شروط معينة لمن يرى في نفسه مؤشرات الكتابة.
لا أزيد أكثر وأترككم تعاينون ما قلت وأنصحكم كغيرها مما المدونات المميزة بمتابعتها.

بعد هذه الرحلة السريعة على مختلف المدونات بتخصصاتها وانتماء أصحابها المتعدد نخلص لبعض الأمور التي تختص بها المدونة وتضيف إلى قيمتها المعنوية لدى متصفح الأنترنت ليجد فيها ضالته.

  • السيرة الذاتية: غالب المدونات الشخصية تجد فيها صفحة تعرض السيرة الذاتية للكاتب وبالتفصيل مما يجعلك أمام كاتب صريح، لك القرار في اعتماد معلوماته واتباعها، كما أن معرفة توجهات وميول الشخص وما يحب وما يكره تقرب أكثر وتبسط نوع المعاملة التي يمكن التعامل بها معه.
  • وسائل التواصل المتوفرة والمتعددة: حيث يسهل الاتصال شخصيا بالكاتب لتبليغه ملاحظة أو توجيه سؤال أو تشجيع أو…
  • مساحات إعلانية: في المدونة مساحات إشهارية تجعل المتصفح يكتشف مواقع أخرى سواء كانت شركات أو صفحات شخصية وكل نقر على إعلان نساهم به في دعم صاحب المدونة من جهة وكذا نكتشف شيئا جديدا.
  • روابط المقالات والتدوينات الهامة: صاحب المدونة شخص مثلنا له ميوله ومواقعه التي يتصفحها ويتابعها فيشاركنا الفائدة بوضع روابط لكل فائدة وجدها ورأى أنها جديرة بالنشر، مما يختصر لنا هذا الأمر الطريق للتعرف على أجود المعلومات.
  • استطلاعات الرأي: ومما يميز أيضا المدونة المتخصصة استطلاعات الرأي التي تطرح بين الحين والآخر، مما يجعل المدوّن في بعضها يستشير قراءه ومتابعوه في أمور شخصية، ويشاركهم القرار، أو يطلق سؤالا ليرى مستوى إدراك واطلاع الزوار على معلومة معينة فيعلم كيف يدون عنها. وهكذا…

أختم بهذا سلسلة المدونات الناجحة وأكرر ما قلت أول التدوينة السابقة أن النجاح معيار غير ثابت وما ذكرت هنا عينة قليلة من جملة مدونات تميز أصحابها وتألقوا، لذلك أرجو المشاركة بروابط المدونات والمواقع التي نتصفحها لتعم الفائدة كل مهتم وباحث.

التدوينة منشورة أيضا في موقع ميديا فيكوس أيضا