أشاهد هذه الأيام في القنوات التلفزيونية الخاصة تحديدا وكذا الصحف في الجزائر عرض حصيلة عام 2014، سياسيا، اقتصاديا، اجتماعيا، رياضيا… وكان التوجّه العام متوافقا لحد بعيد في وصف الحال وتقييمه، فالجزائر بلد غني بثرواته وبحبوحته المالية، ورصيده الإنساني الفكري كذلك، بينما الواقع لم يترجم تلك الإمكانات ولم يكل لها مرآة ولا ظلا.

تعددت برامج التحليل في ذكر الأسباب وتحليل واقع مرّ لا يخلو من بعض المؤشرات الإيجابية التي كانت عند فئة من السياسيين الممارسين شجرة تغطي على غابة من الإخفاقات، فمعدلات الهجرة النوعية للإطارات والنبغاء مهولة جدا، وتدني المستوى الأخلاقي أمر مشهود له في أغلب المستويات، حتى لم تعد القوانين تغني ولا تسمن من جوع، فالإدارات تسيّر بالأهواء والمساومات وحتى الابتزاز، فيما كان المشهد المسيطر هو عدد وحجم الاحتجاجات والاضطرابات القياسي عبر أغلب التراب الوطني، وعلى رأسها أزمة غرداية.

الجزائر مقبلة على مرحلة صعبة اقتصاديا حسب ما ذهبت إليه أغلب الأصوات والآراء بفعل انهيار أسعار البترول، ولكن الخطر ليس هناك في رأيي، فالأمم والحضارات لم تكن مبنية على الأموال ولكن على الإنسان فكرا وأخلاقا، لذا فلا خوف على وطن ولود، لديه أبناؤه الذين يظهرون وقت الشدائد، وما دامت البلاد تسيّر بالسياسيين فلا أمل يرجى منها، أما إن دخل العلماء ومراكز الدراسات المعادلة وصاروا هم المصدر في القرارات بالتعاون مع السياسيين والتربويين والاقتصاديين، فهناك سنستبشر بجزائر قوية وآمنة كما كان ذلك شعار مرحلة من مراحلها، وأضيف هنا أن تكون أيضا مؤثّرة فاعلة كقوة إقليمية بصدق لا مجرد شعارات لبيع الوهم!