مشروع التجارة الإلكترونية واعد جدا ومربح ماديا، لكن واقعيا لا يحدث ذلك من أول وهلة، وليس متاحا للجميع، فنحن نصل لمرحلة لمس النتائج واستغلالها إلا بعد أن نخطو خطوات معتبرة نسترجع بها ما أنفقناه من وقت وجهد ومال في مرحلة التأسيس، ثم بعدها ندخل مرحلة تذوق الثمار بما يديمها وينميها.

لا أوافق من يسوق لمثل هذه المشاريع بكونها بسيطة ولا تحتاج لرأس المال للانطلاق فيها، وأراه نوعا من الوهم الذي يعاني منه من صدقه وبقي يراوح مكانه دون أن يتحرك رغم محاولاته اليائسة، ورغم مرور وقت معتبر دون أثر، بل نحن في حاجة لما يمكّننا من الخروج سريعا من عنق الزجاجة، والانتقال لمستويات أعلى من النتائج.

عنق الزجاجة هي المرحلة الأولى التي تكون فيها الكثير من الأمور الأساسية غامضة، والكثير من الأسئلة المطروحة دون جواب، مرحلة تتسم بالاستشارات الكثيرة هنا وهناك، والمحاولات المكلفة مع وجود نتائج قليلة غير مرضية بسبب نقص الخبرة التقنية أو المتعلقة بفهم البيئة التي نعمل فيها.

كلما قمنا باعتماد آليات معينة للعمل، ووضعنا مسارات وخطوات المشروع مستفيدين من التجربة الميدانية سواء في المشتريات أو التسويق أو المبيعات أو التوصيل.. إلخ فنحن بذلك ننتقل إلى مرحلة أخرى متقدمة يكون تركيزنا فيها على تحقيق الأهداف وهي المبيعات، وليس التوقف كل مرة لصيانة أخطاء متكررة بديهية.

تعتبر هذه المرحلة أبرز عقبة يختبر فيها صبر الفريق، وقدرته على النمو، وفيها يتساقط الكثيرون، بينما يتفوق كذلك من فهم الموضوع وأدرك موقعه من الخريطة، وكلما اقتربنا من تفسير الأمور بالأسباب وابتعدنا عن وصفها بالأسرار والحظوظ كلما كان النجاح حقيقيا ملازما يمكن استنساخه وتوسيعه، وليس مجرد طفرة وصدفة لا تتكرر.