يعيش وطننا هذه الفترة كغيره من كثير من البلدان أجواء باردة مثقلة بالأمطار والثلوج، منا من يعيش الأجواء باستبشار وسرور، ومنا من يترقب الأخطار بين الحين والآخر جراء محدودية إمكاناته في مكان إقامته، بفعل التقصير وسياسة الترقيع التي تنتهجها أغلب شركات البناء في مشاريعها بالجزائر.

مناطق هامة من الوطن غمرتها الثلوج والأمطار العام الماضي، وقاست الأمرين تدفع عن نفسها الأخطار المحدقة بها من كل جانب، فما نقلته الصحافة يمثل جانبا يسيرا، وما جاء على لسان المتضريين أيضا معاناة كبيرة ستكرر هذا العام كما تكررت سابقا مادام الحال على حاله، لذا وجب علينا التضامن والتآزر معهم من باب الأخوة والوطنية والإنسانية.

في عز الشتاء وبكل بساطة نحكم إغلاق الأبواب والنوافذ، لنوفر جوا دافئا مريحا في بيوتنا، وكل هذا من نعم الله وآلائه فاللهم زدنا ولا تنقصنا، لكن ماذا عن الذي لم يجد تلك الظروف ولم ينعم بتلك الوسائل؟ ما موقفنا تجاهه؟ وهل تذكرناه وتحركنا بفعل في سبيل حمايته وإسعاده ودفع الأذى وتقديم يد العون برحمة وعطف، فاليوم هو وربما غدا نحن!

حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من أوكلت له مهمة فقصّر في أدائها ليدفع ثمن استهتاره مواطن بسيط لا ذنب له سوى أنه يقطن تلك البقعة، بضع قطرات يغرقن البلاد، الطرق لا تصمد طويلا حتى تظهر عيوبها، والمباني لا تكمل دورة عام حتى تبدو فيها علامات الشيخوخة، والمقاول قد استلم مستحقاته وذهب لحال سبيله دون أوبة، فالأزمة هنا أزمة أخلاق قبل أي شيء، وإن غابت القيم فترقب كل منكر وخلل.

ورغم كل تلك الظروف فلازال الجزائري يرسم لوحات راقية من التضامن والتعاون ويظهر معدنه النفيس في عز الأزمات، فلنرفع أكف الضراعة لله عز وجل أن يحمي كل أسرة من خطر السيول، ويقتص لهم من كل متهاون مقصر في أداء واجبه، اللهم اجعل هذا البلد آمنا وسائر بلاد المسلمين…

مقالة منشورة في موقع: مزاب ميديا