يترقب الإنسان مستقبله بشعور مزيج بين الخوف والرجاء، خوف من عدم سير الأمور كما يريدها لأسباب ذاتية أو خارجة عن نطاقه، ورجاء في تيسر تحقيق ما هو أفضل مما يتوقع بتوفر فرص ومفاجآت لم يكن يتصورها.

التخطيط للمستقبل لا يعني رسم الأوهام واختيار النتائج التي نريد بدقة، وإلا فسينتج الخيبات والحسرات، إنما هو في أصله اجتهاد لتحقيق الممكن الأفضل، بما يتوفر من فرص وإمكانات قد يظهر منها جزء ويخفى جزء آخر.

فما ظهر منها نستثمره ليكون دافعا ومحفزا، وما خفي نقدره بتقدير الاحتمالات ونتأقلم ونتكيّف معه بالخطط البديلة، في عملية مستمرة لا مجرد اهتمام مفاجئ ظرفي.

الخوف من المستقبل ظاهرة صحية مادام التخطيط ملازما له كسلوك، ولكنه يصبح هاجسا وثقلا عندما تسيره العواطف وتسيطر عليه الإشاعات، فيصبح منطقه الحدس والحظ.

رمضان كريم، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير