بأي كلمات يمكنني وصفك وتقديم التهاني لك.. وبأي حروف يمكنني شكرك وإحصاء نعمك وأفضالك علي.. كنت ولا زلت مصدر إلهام لي ومنبع إحسان.. أحبك.
هو شعور صادق يشاركني فيه كل إخوتي وأخواتي.. وكل فرد من عائلتنا.. وجمع غفير ممن نال شرف رفقتك وحظي بمرحلة من حياته تحت جناحيك تربية وإشرافا وتنشئة لأزيد من ثلاثة عقود.. وكم من كفاءة.. وكم من شخصية رائدة صنعت بكل ود وإخلاص على عينيك.
والدي الحبيب.. قد أغرقتنا في فيض كرمك، وحكمتك، وذكائك الاجتماعي العالي.. وقد بذلت حياتك مثابرا مصابرا لنسعد وننجح، ربيتنا على معاني التوكل على الله والاعتماد على النفس، قيم الإبداع والحرية والبحث عن الحقيقة، أوصيتنا بالرابطة العائلية بحرص شديد.. أبهرتنا في كل ذلك بتواضعك وحسن تواصلك.. وكم يبلغ الإحراج مداه كلما تستشيرني أو تطلب مني أن أقوم بتصحيح ما تكتبه وأنت الأديب الفصيح.
أبي الحبيب أنت مدرستي الأولى في الحياة وفي الوفاء والإخلاص.. حياتك الثرية الغزيرة بالمواقف والألوان واللحظات الصعبة والذكريات العذبة الحلوة رواية تروى للأجيال.. عشت وعايشت أجيالا من العظماء والبسطاء.. تصف نفسك مفتخرا بخادم العلم والعلماء.. كلفت بكل ثقة وجدارة بمهام صعبة وكنت لها.. خضت تحديات معقدة وكنت لها.. عانيت من الجفاء من بعضهم وكان الحلم منك خلقا أصيلا.. ولكن تأكد أن من يحبك ويقدرك ويدرك فضلك أكثر بكثير.. وكم أتوق لأشهد تكريما كبيرا يليق بمسيرتك الرائدة.
كل من مر على يدك يوما يذكرك بالخير.. كل حافظ لكتاب الله يدعو لك بالخير.. كل من جاءك يوما في حاجة وكنت له نعم الأنيس ونعم السند يسأل الله لك الخير.. هي سمعة طيبة توارثناها وعشنا ولا نزال نفحاتها وتمتعنا ولا نزال بنسماتها.. نسأل الله أن نكون لك نعم الخلف يا خير السلف.. وأنى لنا أن نبلغ مقامكم وأثركم.
متعك الله بالصحة والعافية والدي الحبيب.. وطوى لنا المسافات لنلتقي مجددا.. بعد غربة قاهرة لم يرتضيها أي منا.. فالشوق لعناقكم لا يوصف.. والتوق للقائكم لا حدود له.. سلام عاطر عليك أبي في عيد ميلادك السبعين.. ولك مني قبلة حارة على جبينك وظهر كفك.. ونيابة عن كل محب لك.
ابنك البار.. جابر
مسقط، سلطنة عمان
Be the first to write a comment.