fbpx

نعم المال الصالح للعبد الصالح (1)

ارتبط المال بعاطفة الإنسان منذ القدم، بين حب وكره، وبين إظهار الكره ومقاومة الحب، بتأثير مباشر تارة وغير مباشر تارة أخرى من الخلفيات الدينية والمعرفية والثقافية للمجتمعات.

هو الفاصل في الكثير من العلاقات، والاختبار الصعب فيها، الانزلاق فيه أسهل مما نتصور، والتعثر بين أوراقه وعملاته أقرب مما نتخيل، فما إن استوت العلاقة واتضحت بين المال وصاحبه صار وسيلة لتحقيق الراحة النفسية وبلوغ مراتب متقدمة من الجودة والرفاهية.

أما إن اختلت العلاقة وشابها ما يشوشها كمفهوم وتصور، صار المال عبئا وضيقا وحلا سيئا وقرارا خاطئا اختاره صاحبه في لحظة ما، حتى نجده يبحث عن منفذ يهرب منه مبديا ندمه وحسرته وحيرته.

الفقر كفر، والثراء دون وعي مأزق كبير، فما الحل إذن؟ وما هو المطلوب هنا؟ سؤال قد يتبادر إلينا كل ما حاولنا تفكيك المسألة والغوص فيها، فالمال في عرف من فقده لا يحقق السعادة، بينما في منطق من حازه يتيح عيش الشقاء في ظروف أفضل.

الكفاف والعفاف، الزهد، الإعراض عن الدنيا مفاهيم تسربت للعقل المسلم عبر منافذ خاطئة وفي لحظة وهن حضاري، حتى جعلت منه كائنا مشلولا منتظرا متوسلا، إنسان يركن للراحة والكسل، يستهلك بشراهة، يفسر كل ما لا يوافق هواه بالمؤامرة. المال نعمة، والثراء قوة، من حاز الحكمة فيهما فقد حاز كل شيء، فما أجمل الزهد بامتلاك المال لا بفقده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى