لم أكن محظوظا على خلاف من يسر الله له شهود ملتقى الوفاء تكريما لوالدي الحبيب حفظه الله من خيرة أبنائه الروحيين وطلبته الذين يقسم دائما في حضورهم وغيابهم بأنه يحبهم أكثر مما يحبونه..
في ملتقى الوفاء أعدت اكتشاف أبي من جديد، وتزاحمت الذكريات في ذهني في كل كلمة قيلت أو مداخلة ألقيت أو نشيد أو قصيدة، بل في كل وجه من الوجوه كلما ظهرت في شاشة هاتفي الذي تابعت من خلاله البث المباشر على بعد آلاف الكيلومترات.. حقا هي لحظات من الجنة..
حينما هممت بالسفر عائدا لغربتي الاختيارية القهرية، وبينما أردت توديع والدي وهي أكثر لحظة أمقتها كلما حانت، حينما أخبرته أني مسافر نظر إلي مستغربا متسائلا مستنكرا.. تسافر ولا تحضر عرسنا؟ وكم كان وقع كلماته شاقا علي ومرهقا وقد شهدت مع فريق تنظيم الملتقى أولى الخطوات والجلسات، ثم كانت المتابعة لاحقا عن بعد..
أروع لحظات الحفل حضور أحباب دائما ما رأيت فيهم روح أبي ونفحاته، وإن غاب الكثير منهم لأسبابهم الخاصة مثلما غبت، وكانت كل مداخلة تنافس الأخرى في الجمال والإلهام، إلا كلمة أخي الحبيب، داديك إبراهيم، نجل والدي، فقد عانقت السماء وجاءت بلسما ومرهما ومسك الختام.. حتى صار صداها حديث الكثير على العام.. وتعليقات ومراسلات على الخاص..
الجميل في الأمر أني لست مطالبا فيما سيأتي بسرد الحكايات عن والدي ولا ذكر مآثره ومناقبه التي لا تعد ولا تحصى، فكل شيء قد قيل في ملتقى الوفاء، حضرت القلوب من كل حدب وصوب وتعانقت وتسامى بينها خلق الوفاء فصيحا نقيا..
شكرا لكل من بصم الحفل بإبداعه وتفانيه.. فريق لجنة التنظيم الذين تشرفت بالعمل معهم.. ولكل من حضر.. واهتم.. ومن أرسل مهنئا.. مباركا..
أجمل رسائل الملتقى.. كونوا أوفياء.. وأحسنوا النهايات كما تبدعون في البدايات..
مسقط، سلطنة عمان
يوم السبت 29 جويلية 2023م