fbpx

لماذا علينا أن نحذر التقليد؟ (7)

تراكم المعرفة عبر الزمن أتاح للإنسان العيش في ظروف ووسائل أفضل كل مرة بتسخير أفكاره كامتداد لأفكار سبقته، وإضافة لمسات أكثر فعالية على حلول سعى من قبله لتوفيرها، هي عملية مستمرة مادامت هناك حاجة وعقل يفكّر.

ارتبط الإبداع والابتكار ببيئات معينة، بينما تعلق التقليد وانتظار ما تجود تلك البيئات بحيز جغرافي معين غالبا، حتى صار من يملك فكرة مبدعة يخاف عليها التسلل خارج أسواره أكثر من خوفه من احتمال الفشل حين تنفيذها.

سرقة الأفكار هاجس مؤرق وتصرف دنيء يهدم قيَما إيجابية كثيرة ويكرّس ثقافة الاستهلاك بصورتها الشرسة، ثقافة تقتل كل مبادرة وتعرقل أي محاولة لتحقيق الجودة، حتى ييأس المبدع ويقرر التخلي عن حلمه، أو الهجرة بعيدا في سبيله.

المؤسف أن يتبنى العقل المسلم هذا المسلك ويبرر له بما يزيح عنه مسؤولية التقليد، ولو تطلّب الأمر الاستنجاد بنصوص دينية تتوعد كاتم العلم بأقسى المصير، ذهنية ولّدت الوضع الحالي، وراحت فيه الحقوق ضحية الفهم الخاطئ.

المنافسة على المستوى العالي تقتضي وجود منظومة قانونية تضبط الحقوق، فلا الاحتكار مفيد ولا التقليد ينفع حينها، ومن حقّ العقل المبدع أن يحمي إبداعه، كما من واجب العقول المستهلكة أن تبدع أو تدفع الثمن لمن يبتكر لها حلولها بدلا عنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى