الاستعانة بالكتب والمراجع، ومشاهدات قصص النجاح المصورة أو المسجلة، والاطلاع على وصفات الاستثمار الجاهزة عوامل محفزة للانطلاق في مشاريع وإرساء خطط طموحة متفائلة، بينما تبدو أولى التحديات وتطفو العقبات حين النزول لأرض الواقع.
ذلك لأن التنظير شيء والتنفيذ أمر آخر تماما، كما للمعطيات المخفية في تلك القصص المرجعية دور في التأثير على تفاصيل التجربة، وقبل كل ذلك وبعده اختلاف البيئة وما تعلّق بالظروف الخارجة عن السيطرة، كتحديات مزمنة لا حل معها إلا التأقلم.
ما السبيل للاستثمار في بيئة متقلبة؟ بيئة لا تكاد ترسو فيها منظومة قانونية أو تستقر، المتغير فيها أكثر من الثابت، والتوقع فيها أصعب شيء قد يحدث، تلزم العودة لخط البداية بعد كل محطة مهما طالت أو قصرت للتقييم والتأكيد وإعادة النظر، وكل تقدم دون ذلك يكلف غاليا.
التنوع وتعدد الخيارات، بتوسيع دائرة الاحتمال، والعمل بذهنية التكتلات والمصالح المتبادلة بين عدة مشاريع من شأنه التقليل من المخاطر، وامتصاص قوة الصدمات، مع الاستفادة من التجارب، والحرص على عدم تكرار نفس الخطأ لأكثر من مرة.
قرارات الاستثمار في البيئة المتقلبة ترتكز على بعض العمليات المنطقية والكثير من الإنصات للحدس وميل القلب، يتحمّل صاحبها مسؤوليته كاملة، ويحتاط بالبدائل ويتسلح بالعزيمة التي تغذي شغفه، شعاره الإقدام وعدم التراجع مهما كان.
