قد يخطئ إنسان في حياته فيضر نفسه، وقد يخطئ كقائد لجماعة فيضرهم جميعا…
هو إنسان كغيره له حق الخطأ وعليه واجب الاعتراف والاعتذار…
لكن من أعنيه أخطأ وتمادى… ثم تراجع دون إعلان، واستدرك دون استئذان…
استئذان من وثقوا فيه وغرهم ببريقه وحسن انتقائه لكلماته…
استغل حاجتهم… استثمر في غبائهم… وركب سذاجتهم…
أحبّ زعامتهم وأُعجب بثنائهم… فازداد مكابرة وهروبا نحو الأمام…
المشكلة أنه قد تركهم في غيهم، وعاد من جديد، ليبدأ من جديد…
منطلقا في رحلة أخرى… بفكرة أخرى… وألفاظ أخرى… ظاهرها الرحمة وباطنها هلاك وفناء مكتسبات اجتماعية تعب في بثها من قبله بإخلاص وتفان…
لأنه اعتبر الإنسان شيئا وآلة ميكانيكية فإن أي خطأ تجاهه لا يعدو أن يكون مجرد خطأ تقني يمكن تجاوزه بحل تقني آخر…
هذا التصور تجسد سلوكا فيه مما جعله كغيره من المغامرين بأفكار مجتمعات بأكملها…
سياسيون كانوا أو رجال فكر ودين…
لا يتكبدون عناء الاعتذار والاعتراف عندما يخطئون ويبررون ذلك بحق الاجتهاد والخطأ…
وهل يعتذر طفل من دراجته حينما يسير بها في طريق مهترئة فتثقب عجلاتها؟
مشفق من حاله حينما يتصدر المجالس ويتلون بلونها…
لكنه لن يفلت من دعواتهم… دعوات من عانى وتأذى وتألم بسببه…
يمكن أن أفصّل أكثر… يمكن أن أبوح بما هو أكبر… إلا أن في فمي ماء… وأي ماء…
الإنسان أشرف وأكرم وأرقى من أن يكون فأر تجارب بيد مبتدئ مختل فكريا!
Be the first to write a comment.