بشكل أو بآخر ربما قد مرت عليك قصة ذلك الشاب اليافع الذي يكسر حواجز التعامل بسرعة ويتعامل مع كل الناس بمنطق “واش خو” أو “زيد أعمي الحاج” سواء من عرفهم أو لم يعرفهم.. ومن يفوقونه سنا أو مكانة اجتماعية أو منصبا أو.. إلخ..
في كل مرة يحدث ذلك أمامي أجدني أتأمل الموقف وأتساءل عن أسباب ذلك؟ وهل هو نقص في الذكاء الاجتماعي.. أو خلل في الذكاء العاطفي؟ أم هو طبع متأصل في ذلك الإنسان يجعله فاقدا لمعايير انتقاء كلماته ونبرة كلامه وطريقة التواصل لديه حسب الشخص الذي يخاطبه.. بمبدأ لكل مقام مقال..
أذكر يوما أني دعيت لتقديم محاضرة تفاعلية موجهة لثلة من طلبة المستوى الثانوي، حاولت فيها تحفيزهم وتوجيههم بما يفيدهم في حياتهم الشخصية والاجتماعية ومستقبلا المهنية.. وبعدها وبعد منتصف الليل أرسل لي أحد الطلبة رسالة في ميسنجر دون أي مقدمات.. “ياخو تشو بعثلي كتاب (… ) اللي هضرتلنا عليه الصباح”.. تجاهلت الرسالة بعدما فهمت أن المرسل كان أحد الحاضرين ذلك اليوم..
وفي الصباح أرسلت له الكتاب مع جواب تضمن إشارات لتصويب أسلوبه.. لكنه تمادى في ذلك وأرسل طلبات أخرى بنفس الأسلوب.. فكان مصيره ignore message.. ولازال هناك..
حدث هذا كذلك لأكثر من مرة عندما نشرت بعض”Stories”.. ومرة أرسل لي شاب رسالة يسألني فيها.. وبعد حوالي ربع ساعة أرسل ثانية.. “الغلطة فينا كي قيمناكم” وقام ببلوك.. ولم يعلم حينها أني في بلد آخر وبفارق زمني مختلف.. فقد كان وقت الرسالة عندي 3 صباحا.. وغيرها من حوادث ومواقف يرويها لي خصوصا أصدقائي الأطباء.. بالاستشارات التي تأتيهم من بعض من يعاني من أعراض “l’avence” بأسلوب “جاوب ولّا ..” .. الله يعينهم..
هذه ضريبة شبكات التواصل الاجتماعي.. فهي تسمعك أحيانا ما لا يرضيك.. إذا التزمت كل مرة أسلوب “الكيوت”.. والحمد لله على نعمة صندوق spam..!
الخلاصة.. كثيرة هي الفرص التي تفقدها.. والمواقف التي تخسرها.. بسبب الأسلوب.. أسلوبك في الكلام والتواصل يرفعك.. أو يهوي بك سحيقا..!