fbpx

في فجوات المجتمع!

عبر تاريخ المجتمعات، وفي منعرجات التغيير الحاسمة، هناك دائما ثلة من المغامرين الذين يعتبرون خارج دائرة المألوف، ينعتون بشتى الأوصاف السلبية، ربما يتهمون، ويمارس ضدهم العنف اللفظي، وتشويه السمعة وتسويدها، ثم بعد مدة يكتشف صناع قرار المجتمع صواب رأيهم، المنصف يعترف بفضلهم، والمكابر يتسلل خفية لصفهم، ويبقى دائما من يغرد خارج سرب ذلك الزمان.

المؤسف أن الفجوة تتسع في كل المجالات والسياقات، والهوة تزداد عمقا بين الشباب المتحمس (الشباب ذهنيا لا عمريا) المواكب لأدق تفاصيل عصره، وبين الكبار الذين لا نشك في إخلاصهم وحسن نواياهم، هناك استقطاب واضح مخيف ليس في صالح الطرفين.

المسافة في ازدياد بين الواقع والنوازل والتحديثات الميدانية التقنية، وبين الرصيد والتوجيه الاجتماعي والثقافي والشرعي في ذلك، والأزمة واضحة في التواصل واختلاف الإحداثيات، والترددات Fréquences وحتى الأولويات والاهتمامات.

لا ننكر الجهود المبذولة، لكنها بصراحة لم تعد كافية، فكثرة الزلات من رواد المجتمع تفقد الثقة، وتوالي مواقف سوء التقدير تزعزع المصداقية، والكثير من الأساليب القديمة لم تعد مجدية في الإقناع أو المراوغة أو التبرير، أصبح الأمر مكشوفا، بشكل مثير للشفقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى