النقاش الحاصل في الأفكار، والتدافع في الآراء، والتنافس على الحقيقة قد بلغ مستويات عالية هذا العام في السياق الوطني..

ربما لم يألف الشعب هذا الجو، وكأن الجميع اكتشف فجأة أن الواقع يخصه، وما يحدث حوله يهمه، بعد استقالة جماعية ميزت المشهد لسنوات وربما عقود مضت..

الجميل فيما يحدث أن الوطن يولد من جديد.. هو يأخذ لونا مغايرا.. ويخوض تجارب مختلفة.. ويطرق أبوابا لم يتجرأ على بلوغها من قبل..

بينما ضريبة ذلك.. وتكلفته.. وآلامه.. في بوادر الانقسام مع التخوين.. والميل نحو الاستقطاب.. والتصنيفات التي تطفو من حين لآخر كملصقات ومصطلحات تجر خلفها الانتماء العرقي أو السياسي أو الفكري والإيديولوجي..

لا أستغرب.. ولا أنزعج.. ولا أشعر بالحرج من كل ذلك.. مادامت السلمية منهج الجميع.. مادام الذي يحدث خوفا على الوطن.. وسعيا في سبيل غد أفضل للجزائر.. مادام الرأي اجتهاد.. وفق معطيات قليلة.. ومعلومات شحيحة..

ويبقى هذا الشعب عصيا على تصنيفه وتوجيهه وتقييمه بمقياس شامل.. إلى إشعار آخر!