صارت الدوحة من عام لآخر وجهة مفضلة للكثير من سكان العالم بما أتاحته من خدمات وخيارات للزائر أو المقيم، وحتى للعابرين بمطارها نحو مختلف العواصم والمدن، والأجمل في ذلك اكتشاف الجديد في كل مرة، ورغم صغر مساحتها إلا أن معالمها ومزاراتها لا يمكن الإحاطة بها في وقت قصير.
وفضلا عن الملاعب التي هي جاهزة تقريبا لكأس العالم أواخر 2022، وكل واحد منها يعد تحفة إبداعية، ومزارا مشوقا بما بني حولها من مرافق سياحية وترفيهية، وكذا سهولة الوصول إليها عبر خطوط الميترو بشكل مجاني للمشجعين، فضلا عن ذلك كله، فهناك الكثير من المباني والمنشآت والمنتزهات ومراكز التسوق، وكذا الجامعات ومراكز البحث والمكتبات والمتاحف.. إلخ
الملاحظ بشكل يدعو للتساؤل بغرض التعلم والاستلهام، هو من يقف خلف تلك المشاريع بطابعها الهندسي المبدع، وأكثر من ذلك تلك اللمسات التراثية المتعلقة بشكل مباشر بالهوية وذاتية المنطقة وروح الإنسان الذي بنى وسكن تلك الدولة، كل هذا بانسجام تام وتناغم جميل مع توفر منشآت مستوحاة من الحضارات الأخرى العريقة كأوروبا وآسيا.
من بين الوجهات التي تبقى دائما عالقة في ذهني، وتجرني رغبتي لزيارتها دون ملل هو سوق واقف وعبق التاريخ فيه والمحلات التجارية الصغيرة التي تذكرني بأزقة أسواقنا العريقة في كل مدينة وقرية، حتى أني هذه المرة وبينما كنت صاعدا من الميترو عبر السلالم الآلية إذا بي ألمح شرطيا يطلب من الشباب العودة أو الذهاب نحو وجهة أخرى لأن السوق مخصص للعائلات بمناسبة اليوم الوطني، إلا أنه عندما وصل إلي قال لي تفضل بالدخول، ولا أدري سبب حظي ذاك لحد الآن.
“مشيرب قلب الدوحة” كذلك صارت تحفة عصرية تراثية بعدما كنت أشاهد المشروع طيلة السنوات السابقة عبر الصور (انطلق في 2010)، وأقول في داخلي كأن المهندسين يبالغون في أحلامهم، فكيف لحي قديم متهالك سيتحول إلى تلك الصور المبهرة، ربما هي مجرد دعاية مبالغة، لكن حقيقة وجدت المشروع أجمل عندما تجسد واقعا.
أما عن حي كتارا الثقافي وبمساحته الشاسعة يعد وجهة مفضلة لممارسة المشي والتنزه، وملتقى ثقافي معرفي يحتضن الفعاليات بشكل مكثف، ويحوي مسرحا مفتوحا مطلا على البحر، ومطاعم ومراكز تسوق، خصوصا مع الجو الجميل هذه الفترة من العام..
Be the first to write a comment.