Site icon مدونة جابر

خواطر من مونديال العرب.. عن أجواء يوم المباراة النهائية مع تونس (4)

بعدما تيسرت فرصة حضور مباراة الجزائر لبنان في دوري المجموعات، وعشت تلك الأجواء الحماسية في ملعب الجنوب بهندسته المبدعة، ولم يسبق لي رؤية ما يضاهيها في كل الملاعب التي زرتها سابقا حتى في أوروبا، تعاهدت مازحا مع صديقي بأني سأعود ثانية لحضور المباراة النهائية إذا تأهلت الجزائر.

مضت الأيام وبدأ الحلم يكبر والآمال تقترب، وتتالت المباريات الصعبة التي أخذت شكل المباراة النهائية في كل منها، حتى صافرة النهاية من مباراة قطر في نصف النهائي، هناك بدأت أخطط للعودة إلى الدوحة من جديد، وكم كانت فرحتي عندما وجدت الظروف مواتية بهدية تمثلت في تذكرة الملعب، وتذكرة طائرة تقترب من المجانية، مع تأشيرة سابقة وبطاقة مشجع جاهزة.

يوم المباراة وصلت الدوحة وأغلب من مررت بهم من موظفي المطار والمسافرين يتوقعون لنا الفوز أو يتمنون، خاصة وقد سافرت بقميص المنتخب الوطني، مما سهل مهمة التعرف على مناصر جزائري ضمن الرحلة القصيرة التي تجاوزت الساعة ب 8 دقائق فقط، وكالمرة السابقة كانت الإجراءات يسيرة ميسرة، حتى وجدت نفسي بين أزقة الدوحة في مناسبة العيد الوطني لقطر بفعالياته الكثيرة في كل مكان.

كان الموعد ظهر ذلك اليوم كذلك مع المباراة الترتيبية بين قطر ومصر، وكثيرا ما رأيت الجماهير بالأعلام القطرية والمصرية تتوجه لملعب 974 بتصميمه المبهر، والذي سيتم تفكيكه بالكامل بعد كأس العالم لتهدى أجزاؤه للدول الفقيرة في مبادرة جميلة من قطر.

اقترب موعد المباراة وتوجهت صوب ملعب البيت، عن طريق الميترو، ثم حافلات وجدناها مركونة بإتقان في ساحة شاسعة لتوصيل الجماهير إلى الملعب على مسافة 35كم تقريبا، مع نظام محكم دون تدافع ولا أي احتكاك، وهنا اكتشفت أننا كجزائريين كنا أقلية أمام الجماهير التونسية مما زاد لدي شيئا من التخوف في احتمال خسارة النهائي أمام ثقتهم الواضحة.

في الطريق السريع كانت سلسلة الحافلات طويلة جدا تمشي بانتظام، مررنا على ملعب لوسيل كآخر ملعب يجري بناؤه ليكون جاهزا عما قريب، وهو الذي سيحتضن نهائي المونديال إن شاء الله.. وقد تابعنا أثناء الرحلة ضربات الترجيح لمباراة قطر ومصر، وعندما فازت قطر فرح الجميع وهتفوا عرفانا ورد للجميل لبلد استضاف الحدث، وأحسن الضيافة وأبدع أيما إبداع..

يتبع..

Exit mobile version