تتخذ الدول لنفسها خططا ومناهج لتكون حاضرة في واجهة العالم، ولتبقى في دائرة النفوذ والتأثير، واختارت قطر مجال الفعاليات الرياضية العالمية كاستثمار غير مباشر، وهو ما ظهر جليا في خبرتها الميدانية خلال كأس العرب الأخيرة، وهي تعمل بذلك على آخر اللمسات لتؤكد جاهزيتها لتنظيم كأس العالم 2022 والتي شكك فيها الكثير ممن سبقها، وحتى ممن لازال يقبع في ذيل الترتيب العالمي في كل شيء!
نجحت قطر في إدارة الجماهير وتحقيق أعلى درجات الأمن قبل وأثناء وبعد المباريات دون أن ترى شرطيا واحدا، أو سيارة مدرعة، بل مرت الأمور بكل سلاسة وانسيابية بفضل تجنيدها لآلاف المتطوعين من مختلف الجنسيات، على عكس ما عجت به شبكات التواصل الاجتماعي من شحن وتوتر بين الجماهير بداعي النكتة والدعاية في جزء منها، وبسبب الذباب الإلكتروني لكل دولة مشاركة في كأس العرب.
أجواء الفرحة والاحتفالات واضحة في كل مكان التقيت فيه الجماهير، سواء في الأسواق أو في خطوط الميترو، وفي كل زاوية حوارات جميلة، وتوعد وتحدي لطيف بالفوز، مع أخذ صور تذكارية وتبادل الأعلام، وقد التقيت مرة مجموعة من الجماهير المغربية في إحدى المصليات التي تتوفر عليها محطات المترو بأرقى معايير الديكور والنظافة، حيث وجهة كل منا نحو ملعب فريقه لمتابعة المباراة، هم مع الأردن ونحن مع لبنان.
الأجواء حول الملاعب احتفالية بعدة فعاليات مرافقة، وكلها أجواء عائلية بامتياز، تلتقي فيها كل الجنسيات والأعمار، وفيها توزع الأعلام والأوشحة مجانا، وأجمل ما يلاحظ هناك النظافة ومنع التدخين وفي الملعب كله، مع تفتيش صارم بشكل يدوي وبالسكانير، مع توفر مكاتب خاصة لحفظ الأشياء الممنوع إدخالها، وقبل ذلك يتم التحقق من صلاحية تذكرة الدخول إلكترونيا من خلال الهاتف الذكي.
داخل الملعب عالم آخر قد أعجز عن وصفه ببضع كلمات مهما حاولت، وهنا أحيلك إلى قناة الرحالة الجزائري خبيب وقد نقل أجواء الملعب الحماسية بأسلوبه الشيق المبدع..
يتبع..