يحاصر الإنسان في حياته بشتى أصناف المؤثرات يتفاعل معها بمنطق المنفعة ويحاول ما استطاع أن يكون سيد قراره وقائد نفسه في وضع أسس تصوراته ومواقفه ووجهات نظره حول ما يدور حوله من أحداث وعلاقات.
إلا أن الإعلام بأنواعه وأحجامه وأوزانه يؤثر في رؤى الإنسان تأثيرا عميقا، فهو يغريه بألوانه البديعة ليوجهه الوجهة التي يريدها من بيده أمره، فالمعارك حاليا تدار رحاها على مستوى الوعي والإدراك، والمنافسة على أشدها في الظفر برأي المستهلك وبالتالي مواقفه المساندة المؤيدة.
من أدوار الإعلام بث الأفكار، إذ يستخدم رواده في ذلك وسائل متجددة باستمرار، من بينها الرهان على راحة المشاهد والظفر بأكثر لحظاته استرخاء لتمرير الأفكار، فهو يتقبلها حينها دون مقاومة وبكل ترحيب واحتضان، ولعل الأطفال أبرز فئة يمكن استهدافها فضلا عن كل إنسان لا يملك في ذهنه أدوات النقد والتحليل الكافية.
الاطلاع على الأخبار واكتشاف ما يحدث في أنحاء العالم مهم، ولكن الأهم من ذلك انتقاء الوسيلة المناسبة والاعتماد على أكثر من مصدر للمعلومة، مع تفادي الحرص دائما على الاستهلاك مقابل التفاعل الإيجابي المنتج.