ينظر كل إنسان للحياة من زاوية تفكير معينة، يرسم معالمها مع تقدمه في السن واحتكاكه بمن وما حوله، فيثبت على أفكار معينة، ويغيّر أخرى من حين لآخر، كما يكون له نصيب مما يتأرجح لديه بين الشك واليقين، في حالة توتر ذهنية مزمنة تؤدي به لخوض التجارب تلو التجارب مختبرا زاده من تلك الرؤى.
لذلك يختلف الناس وتبدو الفوارق بينهم، فالمكونات الأساسية ليست واحدة، والظروف كذلك تتباين وتتمايز بين الأفراد والجماعات على حد سواء، مما يحدث بينهم التنافس في وتيرة تعلو لحد الاحتكاك وتنخفض لمستوى المسالمة والمهادنة في حالة مضطربة غير مستقرة.
الاختلاف الفكري قد يكون في المنطلق، وقد يتركز على الأهداف، فإن كانت النوايا طيبة يصبح عامل ثراء وسببا لرفع مستوى الأداء وحصانة من الخمول والركون للأخطاء، فكل فرد أو فريق يحرص على التفوق ويؤدي دور الرقيب على غيره، مما يتيح الفرصة للمزيد من الجودة والإبداع
أما إن فسدت النوايا فيصبح الهدم حينها هواية، والصدام في قاع الحياة عرفا وتقليدا، تضيع به مصالح الناس وتعم الحيرة بينهم، فلا أحد يحق له احتكار الصواب، إلا باعتراف الجميع بغبائهم في فترة ما، وسوء تقديرهم في مرحلة ما، وهناك فقط قد يمكن التفاؤل بنعمة الاختلاف.
Be the first to write a comment.