تجري هذه الأيام فعاليات المعرض الدولي للكتاب بالجزائر العاصمة في نسختها 19، وككل عام أحزم أمري وأتّخذ وجهتي نحو المعرض متشوّقا للاطلاع على جديده، وإن كانت زيارتي الأولى هذا العام تحمل معها طابعا خاصا ورهبة من أوّل تجربة لي بحضور كتابي “فسائل الفكر” في أحد أجنحته* في أول تسلّق لمقام التأليف، والتجرّأ على منصّة المؤّلفين، فيا له من شعور…
عرف المعرض في مناسباته السابقة الكثير من الانتقادات في شكله ومضمونه، منها ما تعلّق بكونه سوقا لبيع الكتب أكثر منه لعرض الجديد، فلوحظ فقدان الكتب النفيسة الهادفة نوعا ما مقارنة بالنوع الشبيه بالوجبات السريعة، فأجنحة بكاملها تستعرض كتب وصفات الطبخ والسلاسل التعليمية الداعمة لمنهاج وزارة التربية والتعليم غالبا، فيما على القارئ الجاد أن يلجأ لطلب كتبه من خارج حدود الوطن في تجربة غير محسوبة المخاطر…
هذا فيما سبق طبعا… بينما الآن قد لمست تحوّلا وتحسّنا كبيرين، فالكتّاب اللامعون حاضرون بقوة هم وكتبهم، والبرنامج الثقافي الموزاي للمعرض أيضا ثري وجاد إلى مستوى بعيد، ولا أنسى الجمهور القارئ الذي كثيرا ما وصف بالمتخاذل والمتكاسل عن القراءة قد برهن عكس ذلك، وهذا ما يفسّره تهاطل طلبة العلم والأسر بأكملها لاقتناء الكتب مع غلاء ثمنها -بشهادة العارضين- وفي هذه المؤشرات دلالات كثيرة أترك تفسيرها لكم…
————————
* الكتاب متوفر في المعرض ضمن منشورات دار النشر “كتابك” بجناح القصبة F26.
المقالة منشورة في مدونة أمل وفكرة
