بطموحه يبحث أي شاب عن الفرص المبدعة والصفقات الواعدة لتنمية ثروته وتحقيق أحلامه في الحياة، فهو يكتشف كل مرة عروضا مغرية بمسميات مختلفة ونظام عمل مشترك مع اختلاف جزئي في التفاصيل.
هي فرص عادة ما تصطدم بحاجز شرعي، ويغلب عليها حكم الحرمة درءا للمصير السيء المتوقع منها، رغم ذلك هي تجذب إليها فئة معتبرة من المغامرين بالقليل من أموالهم والكثير من أموال غيرهم بعد ممارسة طقوس معينة من الإقناع للتأثير عليهم.
التسويق الشبكي استثمار محكم، تمت صياغته بطريقة مغرية في مخابر المال والأعمال، بنظام يراهن على حاجة الشباب لتحقيق ذواتهم من خلال الأسفار والرفاهية والتخلص من الالتزام الوظيفي، يدغدغ مشاعرهم المادية ويرمي بهم في مضمار الجري بشراهة وراء توسيع شجرتهم وتنمية فروعها.
هي عملية استثمارية مغلقة رياضيا، يستفيد منها القليل على حساب الكثير، تستنزف الأموال لخارج الحدود وتكلف المجتمع غاليا، تكرّس مفهوم الاستهلاك لأجل الاستهلاك وطلبا للهلاك بما تروجه من سلع لا تعكس قيمتها مطلقا.
ماذا لو فكّر رواد هذا الاستثمار في نظام بيع سلع منتجة محليا بذلك المستوى من الاجتهاد؟ نظام يستلهم تلك التجربة مع تكييفها وتعديلها بما لا يتعارض مع مقاصد الدين، وما استثماراتنا إلا من هذا النوع ووفق هذا المنهج، فهل سيتحقق هذا؟
