يعتمد مشروع التجارة الإلكترونية على فريق العمل، ويتطلب الكفاءة والمرونة وسرعة التجاوب والتصرف مع مراحل عمليات البيع من أولها إلى آخرها، وهي مزايا ومواصفات نادرة لا تجدها متاحة عند الجميع، لأسباب كثيرة أبرزها نقص التكوين والتمكن وقلة الجاهزية الذهنية والمعرفية لخوض مثل هذه التجارب الجديدة.
هناك شبه مواجهة خفية ومنافسة بين أنظمة التوظيف القديمة وبين ما يحدث حاليا في سوق العمل من تحول في مفاهيم الهياكل التنظيمية الهرمية ولغة الحقوق والتعامل بالعقود الكلاسيكية إلى العمل بذهنية فريق العمل وتبادل الكفاءات وتكامل الأدوار نحو أهداف خاصة مختلفة وأهداف جماعية موحدة.
لا يمكن أن نسارع لتنفيذ كل ما نراه هنا وهناك حرفيا فيما يتعلق بالأفكار البراقة المثالية المتعلقة بفريق العمل أو بغيره من محاور المشروع الأخرى، وإنما يمكن أن نقوم ببعض المقاربات من باب الاجتهاد بما يحقق مصالح الجميع، وإذا ركزنا على فريق العمل فلأنه من المحاور الأكثر حساسية في المشروع، والتعامل فيه يكون بحرص شديد.
في مشروع التجارة الإلكترونية يمكن تصنيف الفريق إلى جزئين أساسيين، أولهما هم من توكل لهم المهام المفتاحية الكبرى ويعتبر حضورهم في العمل ضروري، لبعض الاجتماعات والتكوينات والتقييمات.. بينما يمكن التعاقد مع الصنف الثاني ممن يؤدي أدوارا تنفيذية عن طريق الأجهزة التقنية وفق مسارات عمل جاهزة، وهؤلاء يمكن العمل معهم عن بعد.
العمل عن بعد سيكون متاحا أكثر فيما يأتي بعدما كان سابقا بشكل محتشم، وبما أن الكثير من الشركات بدأت تفكر وتجرب فيه تقليلا للتكاليف وتماشيا مع الذهنية الجديدة لعالم الأعمال، فستظهر تفاصيل أكثر وتوجيهات أكثر دقة بما ينصح وما لا ينصح به، إلى أن يصبح الأصل في العمل هو ما يتم عن بعد، بينما الاستثناء هو الحضور.
Be the first to write a comment.