تتعدد مناهج وطرق التفكير لدى الإنسان في إدارة علاقاته والتزاماته وحتى طموحاته وآفاقه، وهذا من خلال حاجته لإيجاد نقطة التوازن التي تيسر له الحياة، وتختصر له المسافات بأقل الأضرار وأخف الأثقال، ولعل طريقة التفكير ب “الترددات frequencies” و”الإحداثيات Coordinates” من أكثرها نجاعة في رأيي، وهذا حينما نضع لحياتنا دوائر ومستويات ونفكر ونتعامل معها وفق ما تتطلبها.

فسياق الأسرة مثلا ليس كالعمل، والجو الوظيفي ليس مثل النشاط الخيري، والتفكير في أنسب هدية للطفل ليس مثل التفكير في هدية لمدير العمل، فبعض الترددات تستلزم جدية أكثر وأخرى أقل، وبعضها يستوجب تباطؤا أو تجاهلا أو تغابيا أو تجاوزا وأخرى عكس ذلك، وهكذا…إلخ.

لذا فالتفكير بطريقة الترددات بعد ضبطها جيدا دون تشويش أو تداخل يجعل من الإنسان أكثر تناغما وانسجاما مع علاقاته والتزاماته في الحياة، وييسر له ذلك تعدد المهارات والاهتمامات فتتسع آفاقه ويحدث الفارق بينه وغيره ممن هو في نفس مضماره.

ولعل مهندسي التقنية بمحاكاتهم لهذا النمط من التفكير لدى الإنسان هو ما جعلهم يجدون حلولا أكثر تناسبا مع حاجته كدوائر Google+ ومجموعات Facebook على مستويات الخصوصية والعمومية فيها.

أما إذا بلغ الإنسان درجة وصل الجسور بين اهتماماته وحدد إحداثياته وتردداته بدقة وأدارها بطريقة تخدم فيها كل واحدة الأخرى ذاتيا وآليا فهذه درجة راقية من درجات التوازن في الحياة بألوانها وتعقيداتها، وهي مما لا يأتي مرة واحدة، وإنما هي نتاج مراس ومحاولات ومقاربات قد تخطئ هدفها مرارا قبل أن تصيب.

نصيحتي أن نضبط تردداتنا وإحداثياتنا جيدا قبل الانطلاق والمغامرة والإقدام، فإن فعلنا فلا إشكال في إدارة مئات الترددات والتموقع في مئات الإحداثيات دون السقوط في الأزمات والمنزلقات بسوء التصرف والتقدير.