تشهد الجزائر هذه الأيام قضية الغاز الصخري التي انبعثت أصداؤها على غير العادة من الجنوب، وقد عرف أهله بالطيبة والحنكة والصبر مع مختلف الظروف البيئية فضلا عن السياسية والاقتصادية، إلا أن ذلك الصبر قد نفذ والحال تغيرت، فاحتجّ أهلها سلميا حتى وصفوا من بعض الساسة بالخيانة للوطن، وما أصعبها من تهمة خاصة إن جاءت من ابن الوطن.

تداولت وسائل الإعلام تصريحات بعض الساسة بقولهم إن الغاز الصخري هو أمل الأجيال القادمة، ومصيرهم، فلا حياة لهم دونه ولا مستقبل، وكأن الجزائر الواسعة الشاسعة جغرافيا وإنسانيا وطاقويا لم تعرف غير الصخر حتى ترهن رزقها وحياتها به، فيما تعلّمنا وشاهدنا في دول أخرى أقلّ منها ماديا ومعنويا كيف رفعت التحديات وشمّرت عن ساعد الجد فاستثمرت في إنسانها أولا، وتربتها ثانيا، وشمسها وسمائها ورياحها ثالثا، و…إلخ

بعيدا عن الغاز الصخري فالفلاحة واعدة بكل أنواعها، والطاقات المتجددة الصديقة للبيئة متوفّرة حد التخمة وعلى رأسها الطاقة الشمسية، فالإشكال هنا ليس في الغاز بقدر ماهو في الفكر الصخري، خاصة مع تدهور قيمة النفط، فقليلا من سعة الأفق يا من بيدكم القرار، لأن الجزائري كغيره مطّلع متعلّم، ولديه ما يكفي من الوعي كي يشارككم التفكير فيه أولا ثم في أجيال المستقبل، دون المساس بأمن الوطن، وصفاء المياه الجوفية العذبة بالضرورة.