سؤال كثيرا ما ساءلت به نفسي ولا أزال، وسألني عنه الأصدقاء وسألتهم عنه أيضا، ويقينا يشترك فيه غالبية مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها فيسبوك، “كيف أستثمر وقتي وأستفيد قدر الإمكان من هذا العالم الفسيح؟” سؤال عادة ما جاءت الإجابات عنه نظريّة وأقرب للمثالية، أو جذرية غير قابلة للتجسيد بسهولة.

كأن يدّعي البعض تمكّنهم من هذه النقطة أو تفاديهم أصلا استخدام فيسبوك -وهذا وقع- حينما استغرب صديق لي يوما وفي رواية استنكر ساخرا توفر حساب لي في فيسبوك، وبعدما حاولت إقناعه بوجود جدوى أو على الأقل سبب لي من ذلك لم يقتنع، وفي رأيه أني أضيع وقتي كليا، ولكن بعد مدة فوجئت به يطلب الصداقة! وبعد لقائي به أخبرني أنه سجل فقط ليكون على اطلاع ولكنه لن يعلّق ولن يعجب (Like) أبدا لأن ذلك كله مضيعة للوقت!، ورغم أني نصحته ألا يشدّد على نفسه ولا يطلق الأحكام فلكلّ اجتهاده وطبيعة عمله ومنطلقاته ومنتهياته، إلا أنه تمسّك بقناعته.

لكنه أين الآن؟ لم يترك صفحة إلا وأعجب بها، ولا قضية إلا وعلّق عليها، سواء مما يهمه أمرها ومما لا علاقة له به لا من قريب ولا من بعيد، رفض أولا الأمر، ثم ذاق طعم التجربة الجذابة منكرا على غيره تعاملهم معه، ولكنه في الأخير صار -مدمنا- أكثر ممن سبقه دون هدف ولا رسالة واضحة! وهذا ما يتجلى من تصرفاته هناك.

الهدف والرسالة… من هنا أواصل، كل من امتلك في يده وسيلة ليبلغ بها هدفا معينا ولم تملكه هي، سهل عليه التحكم فيها، لكنه إن لم يفرّق بين الوسيلة والهدف فسيكون ضحية ورهينة تلك الوسيلة لا يعيش إلا بها، ولعل التقنية عموما وشبكات التواصل الاجتماعي خصوصا من أهم الوسائل حاليا لبلوغ أهداف سامية كثيرة، كما بلوغ مآرب سيئة لا تعد ولا تحصى، والحكيم من يسير بوعيه ويقرّر بحكمته ويتصرف بذكائه.

بعد سنوات من استخدام الفيسبوك اهتديت لطريقة أراها لحد الآن أكثر نجاعة بالنسبة لي، وقبل الحديث عن هذه الطريقة التي وعدت بشرحها في إحدى منشوراتي في الفيسبوك قبل اليوم، دعونا نرى ماهي الإشكالات التي كانت قبلها وقد وجدت لها حلا أو بالأحرى وفّرت لها شركة فيسبوك تلك الحلول.

  • تشتت الأفكار بتنوع التخصصات من منشور لآخر مما يسبب عدم التركيز.
  • المنشورات في حائط الفيسبوك عامة تعرض مبتورة من سياقها مما يولّد ردات فعل عاطفية أكثر منها تحليلية.
  • ضياع المنشورات المهمة بين الكم الهائل من التحديثات مما يجعلها متساوية من حيث المستوى.
  • انكشاف كل العمليات التي يقوم بها مستخدم الفيسبوك بسبب شريط الزمن الجانبي مما يجعل عملية البحث عن معلومة تستوجب الإعجاب بالصفحات وليست كل الصفحات مما يمكن الإعجاب به رغم ما فيها مما يستحق البحث وحتى الاستفادة.
  • ضياع الكثير من الوقت في سبيل البحث عن معلومة بسيطة وفي أغلب الأحيان تنسى الوجهة في زحمة الطريق!

وغيرها من الإشكالات التي عانيت منها حقيقة، فإن كنت ممن حصل معه نفس الأمر فواصل معي قراءة هذه التدوينة، لنصل إلى حل يجعلك تحقق به عدة أهداف تساعدك كلها على استثمار وقتك إيجابيا في فيسبوك، وهذه الأهداف هي:

  1. متابعة مستجدات أي مجال تحدده بنفسك وتنشئ فيه قائمة تختار فيها من شئت من الأشخاص دون طلب صداقتهم، ومن الصفحات دون تسجيل الإعجاب بها.
  2. تركيز الجهد في عملية البحث أو التفاعل في حيز معين تحدده أنت وبهذا تصنع لنفسك دوائر تفاعلية وفق إرادتك ودون علم من هو في تلك الدائرة أصلا إن أردت أيضا.
  3. الحصول على مصادر متعددة للمعلومة الواحدة مما يختبر صدقها ودقتها أو العكس، ومعالجة القضايا من زوايا متعددة يجعل أحكامنا حولها أكثر تفسيرية، وأقرب للواقعية.
  4. حصر الاهتمامات أكثر وإضفاء المزيد من التركيز في استخدامنا للعالم الأزرق.

أما عن المنهجية المتبعة فهي في هذه الخطوات:

  • أول خطوة هو التوجه إلى أسفل الجانب الأيمن للصفحة لمن يملك واجهة عربية، والأيسر للواجهة الانجليزية أو الفرنسية وهناك نجد “الاهتمامات” “Interests”.
  • بعدها تظهر هذه النافذة لنختار اهتماما ما وذلك بإنشاء قائمة خاصة به.
  • نمرر النافذة الموالية لتظهر هذه النافذة وفيها نكتب اسم القائمة: “مثلا: مال وأعمال”، ثم نختار خصوصيتها بأن تكون مشاهدة من الجميع أو الأصدقاء فقط أو أنا فقط، وشخصيا أختار الأخير.
  • بعدها تظهر لنا قائمة جديدة فارغة نملؤها بما شئنا الآن من الصفحات والأشخاص، وكلما اخترنا مجموعة منها اقترح لما صفحات مشابهة وذات علاقة من حيث التخصص والمحتوى.

هكذا تكون لديك أكثر من قائمة كل منها تحمل دائرة اهتمام معين مثل: شركات سيارات، مطاعم، تسويق، جمعيات خيرية، مفكرون، كتّاب… إلخ، مع إمكانية إضافتها للمفضلة أيضا، وهذا دون تسجيل الإعجاب كل مرة، أو طلب الصداقة، ولتحديد الحاجة مباشرة من تصفح فيسبوك دون تشتت للذهن.

هل لديك خطة أو مهارة أو فكرة لتحقيق أقصى استفادة من الفيسبوك؟ شاركنا التجربة 🙂

  • ولمزيد من المعلومات حول الموضوع تفضلوا بالسؤال…